نظمت جمعية “من أجل الشباب” نهاية الأسبوع المنصرم، بشراكة مع الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان، الجامعة التكوينية لبرنامج “شارك” تحت شعار “تعزيز الديمقراطية التشاركية في جماعة القنيطرة”، وذلك يومي 26 و27 أبريل الجاري، بمركز الهلال الأحمر في المهدية.
ويأتي تنظيم هذا الحدث في سياق تعزيز ثقافة المشاركة المواطنة وترسيخ قيم الحكامة المحلية الجيدة، بمشاركة أزيد من 30 فاعلاً مدنياً، من ممثلي جمعيات المجتمع المدني، وأعضاء الهيئات الاستشارية، وطلبة منخرطين في النوادي الجامعية النشيطة على مستوى جهة القنيطرة.
وشملت أشغال الجامعة سلسلة من الورشات التكوينية المركزة، تناولت مواضيع محورية مثل الإطار الدستوري للديمقراطية التشاركية، آليات التشاور العمومي، تقنيات إعداد العرائض والملتمسات، والمشاركة الرقمية، إضافة إلى مهارات الترافع المدني، ما أتاح للمشاركين فرصا عملية لاكتساب أدوات فعالة في التأثير على السياسات العمومية المحلية.
وفي تصريح خصّ به الصحافة، اعتبر عادل بوواركان، رئيس جمعية “من أجل الشباب”، أن نجاح هذه الدورة يعكس “الانخراط المتزايد لشباب القنيطرة ومكونات المجتمع المدني في صياغة القرار العمومي، مما يجعل من برنامج ‘شارك’ نموذجاً حقيقياً لتفعيل الديمقراطية التشاركية على المستوى الترابي”.
من جهتها، أكدت إكرام نجيب، مسؤولة التقييم بالجمعية، أن “الإقبال الكبير والتفاعل الإيجابي مع ورشات الترافع الرقمي وتقديم العرائض، دليل على وعي متصاعد بأهمية إشراك المواطن كطرف فاعل ومؤثر في مسار التنمية المحلية”.
وقد أسفرت الجامعة التكوينية عن مجموعة من المخرجات العملية، من أبرزها:
تشكيل لجان محلية لدعم الديمقراطية التشاركية،
إصدار دليل مبسط باللهجة الدارجة حول آليات المشاركة المواطنة،
إطلاق مبادرات للحوار بين المواطن والمجالس المنتخبة.
وفي أفق توسيع نطاق التجربة، أعلنت جمعية “من أجل الشباب” عن انطلاق المرحلة الثانية من برنامج “شارك”، والتي ستشمل مواكبة ميدانية للمستفيدين، وتقديم الدعم في تصميم وتنفيذ مشاريع تشاركية بالأحياء الشعبية، فضلاً عن نقل التجربة إلى جماعات ترابية أخرى، بما يعزز إشعاع القنيطرة كنموذج وطني في ترسيخ ثقافة المشاركة الديمقراطية.