شهد إقليم الفقيه بن صالح انطلاق فعاليات الذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وذلك يوم الإثنين 19 ماي 2025، تحت شعار “20 سنة في خدمة التنمية البشرية”، في مناسبة تهدف إلى تسليط الضوء على مسار تنموي استثنائي ساهم في تحسين المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية بالإقليم، وامتدت ثماره إلى مختلف الفئات المجتمعية، خاصة في الوسط القروي.
وأكد عامل الإقليم محمد قرناشي، في اللقاء الرسمي الافتتاحي، أن المبادرة الوطنية شكلت منذ انطلاقها سنة 2005 ورشاً ملكياً رائداً لترسيخ العدالة الاجتماعية وتحسين ظروف العيش، من خلال تعبئة جماعية للفاعلين المحليين مكنت من تحقيق نتائج ملموسة على مستوى التنمية المجالية وتمكين الساكنة. وقد تم خلال الحفل عرض شريط مؤسساتي يوثق لمراحل تطور هذه المبادرة على المستوى الوطني، مع التوقف عند التحولات التنموية التي عرفها إقليم الفقيه بن صالح خلال العقدين الماضيين.
وبحسب المعطيات التي قدمها رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة الإقليم، نبيل بوشو، فقد بلغ عدد المشاريع المنجزة في إطار المبادرة 1573 مشروعاً، بغلاف مالي ناهز 618.5 مليون درهم، واستفاد منها أزيد من مليون و200 ألف شخص. توزعت هذه المشاريع على ثلاث مراحل، حيث شهدت المرحلة الأولى إنجاز 53 مشروعاً استفاد منها حوالي 41 ألف شخص، فيما عرفت المرحلة الثانية إنجاز 704 مشاريع لفائدة أزيد من 548 ألف مستفيد، أما المرحلة الثالثة فقد سجلت إنجاز 816 مشروعاً استهدفت أكثر من 635 ألف مواطن.
وتنوعت مجالات التدخل لتشمل التعليم، الصحة، الإدماج الاقتصادي، ودعم الفئات الهشة، حيث تم تمويل أزيد من 220 فكرة مشروع لفائدة الشباب، ومواكبة أزيد من 180 تعاونية، بينها 76 تعاونية نسائية. كما تم تعزيز الدعم المدرسي عبر برامج من بينها “مليون محفظة”، إلى جانب توسيع خدمات التعليم الأولي وإنشاء فضاءات مخصصة للأطفال والشباب.
أما على مستوى الصحة، فقد تم بناء وتجهيز عدد من المراكز الصحية ودور الولادة، وتنظيم قوافل طبية، وتوفير تجهيزات متطورة، ما ساهم في تحسين جودة الخدمات وتقليص معدل وفيات الأطفال والرفع من متوسط العمر لدى الساكنة.
وتتواصل فعاليات الاحتفال إلى غاية 30 ماي الجاري ببرامج ميدانية تشمل زيارة مشاريع نموذجية مثل “مركز انفتاح الأطفال والشباب”، ومعرض للأنشطة المدرة للدخل، وتنظيم دوري مدرسي لكرة السلة بشراكة مع جمعية TIBU Maroc في إطار تمكين الشباب عبر الرياضة، فضلاً عن تنظيم المنتدى الجهوي الأول للعمل الاجتماعي بشراكة مع جامعة السلطان مولاي سليمان واللجنة الإقليمية للتنمية البشرية.
ويُعد إقليم الفقيه بن صالح من المناطق التي عانت من تحديات كبرى كالبطالة والهجرة غير النظامية، مما جعل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية رافعة استراتيجية لإحداث تغيير اجتماعي واقتصادي مستدام، مبني على التكوين والتأهيل والدعم نحو تحقيق الإدماج الشامل، ومواصلة بناء مجتمع متماسك يوفر الكرامة والفرص لجميع أبنائه.