الفقيه بن صالح يحتضن المنتدى الجهوي الأول للعمل الاجتماعي احتفاء بذكرى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

احتضن إقليم الفقيه بن صالح، صباح الأربعاء 21 ماي 2025، فعاليات المنتدى الجهوي الأول للعمل الاجتماعي، المنظم من طرف جامعة السلطان مولاي سليمان بشراكة مع اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، في سياق الاحتفال بالذكرى العشرين لإطلاق الورش الملكي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

ويتواصل المنتدى إلى غاية السبت 24 ماي، موزعا بين ملحقة عمالة الإقليم ودار الشباب علال بن عبد الله بمدينة سوق السبت أولاد النمة، حيث يشكل هذا الحدث محطة فكرية ومجتمعية لتقاسم التجارب وتعزيز الكفاءات وتبادل الرؤى حول قضايا العمل الاجتماعي.

ويأتي تنظيم هذا المنتدى في سياق وطني يحتفي بعشرين سنة من التراكم الإيجابي للمبادرة الوطنية، التي تعد ركيزة أساسية في المشروع المجتمعي التنموي الذي يقوده الملك محمد السادس، والذي يستهدف النهوض بالمؤشرات الاجتماعية وتحقيق العدالة المجالية والتمكين الاقتصادي للفئات الهشة. وقد أكد نبيل بوشو، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة الإقليم، أن خطاب 18 ماي 2005 شكل منطلقا حاسما لهذا الورش الطموح، الذي بدأ يؤتي ثماره بعد عقدين من العمل المتواصل، كما تعزز ذلك تقارير دولية، منها التقرير الأممي الصادر حديثا بنيويورك في ماي 2025، والذي نوه بتجربة المغرب في التنمية البشرية.

وسلط بوشو الضوء على مساهمة المبادرة الوطنية في النهوض بقطاعات حيوية كالصحة والتعليم والتشغيل، معتبرا إياها نموذجا مرجعيا في مجال العمل الاجتماعي، سواء على الصعيد الوطني أو في المنتديات الدولية ذات الصلة. من جانبها، اعتبرت الدكتورة عزيزة خرازي، منسقة المنتدى وأستاذة بجامعة السلطان مولاي سليمان، أن هذه التظاهرة العلمية تعكس انفتاح الجامعة على محيطها السوسيو-تنموي، وتشكل فرصة لتأهيل الطلبة وتزويدهم بالكفايات المهنية التي تعزز قدرتهم على الاندماج في سوق الشغل، داخل المغرب وخارجه.

وقد عبر عدد من طلبة الماستر المشاركين عن اعتزازهم بالمساهمة في هذا الفضاء الأكاديمي الميداني، الذي يربط بين التكوين النظري والخبرة الميدانية، ويعزز جاهزيتهم للانخراط الفعال في خدمة المجتمع، سواء عبر مبادرات محلية أو مساهمات في مشاريع التنمية الدولية. ويتضمن برنامج المنتدى جلسات علمية وورشات تطبيقية تهم مواضيع الحكامة الترابية في تنزيل المشاريع الاجتماعية، وتأهيل الموارد البشرية، وتثمين التجارب الناجحة في الإدماج والتنمية، في إطار مقاربة تشاركية مندمجة تهدف إلى تعزيز التنسيق بين السياسات العمومية وتقوية قدرات الفاعلين المحليين.

وينتظر أن يشكل المنتدى منصة للنقاش البنّاء حول مستقبل العمل الاجتماعي بالمغرب، ومساهما فعالًا في تعزيز التنمية المستدامة، حيث تظل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مختبرا حيا لتطوير الممارسات الاجتماعية المستجيبة لحاجيات المواطنين، ومجالا للتفكير في سبل تحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز التضامن المجتمعي.