أصدر معهد ماستركارد للاقتصاد تقريره السنوي حول “اتجاهات السفر لعام 2025″، مسلطا الضوء على تحولات ملحوظة في سلوك السياح العالميين ودوافعهم، مع التركيز على صعود القارة الإفريقية كوجهة رئيسية للسفر الهادف.
وفي بلاغ توصل موقع المستقبل24 بنسخة منه، فإن التقرير يشير إلى أن التجارب السياحية التي تدمج بين الطبيعة والاستجمام وتنوع المأكولات أصبحت من أبرز محركات السياحة في أفريقيا، في وقت لا تزال فيه العوامل الاقتصادية والجيوسياسية تلعب دورا مؤثرا في قرارات السفر.
واورد البلاغ أن جنوب أفريقيا وزامبيا تصدرتا حجم الإنفاق السياحي في المتنزهات الوطنية، ما يعكس تزايد الإقبال على مغامرات الطبيعة، فيما برزت ناميبيا كوجهة مفضلة للسياحة العلاجية والاستجمام، بدعم من الطلب المتزايد على منتجعات العافية. أما كينيا، فقد شهدت نموا سريعا في هذا المجال، مما يرسخ مكانتها كوجهة ناشئة في قطاع السياحة الصحية والطبيعية.
من جانب آخر، أدرج التقرير مدينتي مراكش وكيب تاون ضمن قائمة أبرز الوجهات السياحية العالمية لعشاق تجارب الطهي، حيث تجتذب مطاعم المغرب وجنوب أفريقيا زوارا من أنحاء العالم لتذوق أطباق أصيلة مثل الطاجين والبسطيلة و”البوبوتي”، ما يضع المطبخ الإفريقي في قلب خريطة السفر الغذائي.
وأكد التقرير، حسب البلاغ، أن المسافرين اليوم باتوا يفضلون السفر المرتبط بالشغف والهوايات الشخصية، مثل المغامرة أو الترفيه أو استكشاف المذاقات، وهو توجه يفتح آفاقا جديدة أمام التنمية السياحية في الأسواق الناشئة. وفي هذا الإطار، أشار مارك إيليوت، رئيس قسم أفريقيا في ماستركارد، إلى أن القارة الإفريقية بدأت تتبوأ مكانة رائدة في مشهد السياحة العالمية، بفضل ما توفره من تجارب طبيعية وثقافية غنية تعزز النمو الاقتصادي الشامل وتدعم المجتمعات المحلية.
وفيما تشهد مناطق آسيا والمحيط الهادئ نموا كبيرا كوجهات مفضلة لصيف 2025، تبقى أفريقيا ضمن السباق العالمي نحو استقطاب المسافرين الباحثين عن تجارب أصيلة ومُلهمة. وقد لفت التقرير إلى أن الفعاليات الرياضية، مثل بطولة العالم للبيسبول، تلعب دورا مهما في تحفيز السفر الدولي، ما يعكس تنوع العوامل المؤثرة في حركة السياحة العالمية.
رغم تأثير التحديات الاقتصادية، مثل تقلب أسعار الصرف، إلا أن قيمة الوجهات السياحية لم تعد تقاس فقط من منظور التكلفة، بل بما تقدمه من تجربة متكاملة تلامس رغبات المسافر وتطلعاته. وبهذا المعنى، تبرز أفريقيا ليس فقط كخيار اقتصادي، بل كوجهة ذات مغزى، تجمع بين الطبيعة والصحة والثقافة والطعام في مزيج لا يقاوم.
ويذكر أن معهد ماستركارد للاقتصاد، الذي تأسس عام 2020، يقدم تحليلات معمقة مبنية على بيانات عالية التردد لدعم القرارات الاقتصادية وتحفيز النمو المستدام، عبر رؤى تستهدف الحكومات والشركات وصناع القرار. وتواصل ماستركارد التزامها بدعم مستقبل أكثر ترابطا للسفر العالمي، من خلال تعزيز فهم توجهات المستهلكين وتمكين الوجهات السياحية من التكيف مع ديناميكيات الطلب العالمي المتغير.