في إطار تعزيز حضورها الاستراتيجي بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، نظمت شركة الملاحة الإيطالية GNV، التابعة لمجموعة MSC، يوم أمس الاثنين 26 ماي 2025 بمدينة طنجة، احتفالية خاصة في ميناء طنجة المتوسط، بمناسبة التوقف الرمزي لسفينتها الجديدة “GNV Orion”، القادمة من الصين. وتأتي هذه المبادرة قبل استكمال تجهيزات السفينة في إيطاليا استعدادا لدخولها الخدمة مع نهاية شهر يونيو المقبل، وتشكل إشارة رمزية لانطلاق عملية مرحبا 2025، وتأكيدا للعلاقات المتينة التي تربط الشركة بالمملكة المغربية.
شهدت الاحتفالية حضور عدد من الشخصيات المغربية والدولية، من بينهم السفير الإيطالي لدى المغرب، أرماندو باروكو، الذي أكد أن هذا الحدث يجسد البعد الاستراتيجي للعلاقات الاقتصادية بين البلدين، ويعزز التعاون الثنائي في مجالات البنية التحتية، اللوجستيك، والتنقل المستدام. كما نوه بالدور المحوري الذي تضطلع به الشركة في عملية مرحبا، من خلال توفير خطوط بحرية أساسية لملايين المغاربة المقيمين بالخارج، لاسيما في إيطاليا.
وفي كلمته بالمناسبة، أشار المدير العام لشركة GNV، ماتيو كاتاني، إلى أن هذه السفينة تندرج ضمن خطة طموحة لتجديد الأسطول، تشمل طلب شراء أربع سفن جديدة تعمل بالغاز الطبيعي المسال، وذلك بهدف تقليل الانبعاثات، وتحسين تجربة السفر، وتعزيز المعايير البيئية والسلامة البحرية.
وأضاف كاتاني أن “GNV Orion” تمثل بداية هذا التحول، إذ تعتمد على تقنيات متقدمة تقلل الانبعاثات بنسبة تتجاوز 30% مقارنة بالجيل السابق، في حين ستسجل سفن الغاز الطبيعي المسال المرتقبة انخفاضا في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 50%. ومن المنتظر أن تنضم ست سفن جديدة إلى الأسطول بين عامي 2025 و2030، مما سيعزز موقع الشركة كفاعل رئيسي في الربط البحري بين أوروبا وشمال إفريقيا.
وعلى الرغم من بعض التحديات المتعلقة بالبنية التحتية في الموانئ المغربية، لاسيما القيود المفروضة على طول السفن، أعرب كاتاني عن استعداد الشركة للتعاون مع السلطات المغربية لإيجاد حلول تقنية تعزز قدرة المغرب على استقبال سفن الجيل الجديد، بما ينسجم مع المشاريع التنموية الكبرى التي تشهدها البلاد.
من جانبه، أكد محمد القباج، الشريك المحلي لشركة GNV، أن المغرب يمثل سوقا استراتيجيا للشركة، التي نقلت أكثر من 455 ألف مسافر على الخطوط المغربية في عام 2024، وتطمح لرفع هذا الرقم خلال السنة الجارية. وأبرز أن الشركة عززت حضورها في المملكة من خلال افتتاح مكاتب جديدة في طنجة والناظور، بما في ذلك مركز اتصال يشغل حوالي ستين موظفا.
وأشار القباج إلى أن GNV تعمل بشكل يومي مع المؤسسة المغربية للموانئ ومؤسسة محمد الخامس لضمان نجاح عملية مرحبا، مضيفا أن الشركة تستعد لإطلاق برنامج تطوير طويل الأمد لتعزيز جودة خدماتها في المغرب، بما يتماشى مع رؤيتها التوسعية.
في السياق ذاته، كشفت المديرة التجارية للشركة في المغرب، كارول مونتارسولو، عن إطلاق أول سفينتين ذكيتين ضمن الأسطول المخصص للمسارات المغربية، بعد خضوعهما لتجديد شامل شمل خدمات رقمية ومرافق ترفيهية جديدة، مثل دور السينما والمنتجعات الصحية، ومناطق مخصصة للأطفال والعائلات. وأكدت أن هذه المبادرات تندرج ضمن استراتيجية الشركة لتحسين تجربة الركاب، وتقديم خدمة متميزة تراعي تطلعات الزبناء المغاربة.
كما سلطت مونتارسولو الضوء على الجانب الثقافي في تجربة السفر، من خلال تقديم قوائم طعام جديدة تمزج بين المطبخين المغربي والإيطالي، إلى جانب تعزيز جودة الاتصال الرقمي على متن السفن. وختمت بالتأكيد على التزام GNV بتوظيف الكفاءات المغربية عبر شراكات مع مؤسسات بحرية مغربية وإيطالية، في إطار دعم التشغيل المحلي وتطوير الخدمات على متن السفن.