أخبار عاجلة

عبد العزيز كوكاس يوقع موته الخجول بأحد المقاهى الثقافية بمكناس 

تغطية :سعيدة الرغيوي

مقام الإحتفاء مكناس؛ التي تنصت لنبض من كتبوا خطواتهم بماء غميس بلغة الضَّوء ..من تسللوا ليقيموا بيننا بكل حب ووفاءٍ ..
كتاب “لو يخجل الموت قليلا”، للإعلامي، والكاتب الذي تسري في لغته مرايا الشِّعر الشَّفيفة، والكلمة الجميلة المُضيئة..

حلَّ الأستاذ “عبد العزيز كوكاس” بمكناس، باستضافة من شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب -تنسيقية مكناس – الذي تنسق أنشطته الأستاذة والشَّاعرة الزجالة ” سميرة جودي” ..فكان لفيف من عشاق الكتابة، والمفتتنون بلغة الإعلام الشَّفيفة من الحضور الذين أثثوا فضاء قصر السعادة بمكناس في الموعد.


“لو يخجل الموت قليلا”؛ من تسيير الشاعرة المبدعة ” سميرة جودي” التي حرصت على تقديم المشاركين في الإحتفاء بالكِتاب، وبمؤلفه بلغة أنيقة تسمو عن قبح الواقع، وتتوضأ من ينابيع الحرف البهيِّ..تقديم يطردُ عناوين الموت ..يعقد مع الحياة والفرح والإحتفاء بمن رحلوا موعداً موْشُوما بالوفاء وبعبق الأغاني والمديحِ ..
بعد الكلمة الترحيبية بالمحتفى به، وبالحضور، قدمت القارئ الأول للكتاب الأستاذ الناقد : محمد علوط”؛ الذي قرأ الكتاب متأملاً سيرة الرَّجل المُحتفى به؛ والذي جعل كتابهُ مَعْبراً لتوزيع باقات من الأغاني على الغائبين الحاضرين، من خلال قراءة نقدية تأملية في حق من احتفى بهم الكاتب ” عبد العزيز كوكاس”؛ وجعل من صوتِ رحيلهم حُضورا باذِخا بيننا ..بين من عرفوهم، أو أنصتوا لسيرهم ..فكان الحفر النقدي بهيّا ..وقد وسم قراءته؛ بذاكرة الغياب أو عودة الزّمن إلى المُبتدإ..فالكاتب يكتب عن من رحلوا، ولم يرحلوا؛ لأنهم تركوا أصواتهم وكلماتهم وأسئلتهم بيننا..خالدين هم من خلال سِيرهم؛ لذلك اعتبر الناقد ” محمد علوط” الكتاب المحتفى به كتاب شهادة أكثر من كتاب سِير وبورتريهات؛ لكون الكاتب والإعلامي “عبد العزيز كوكاس” لا يكتب سيرته وصوته، إنما يحتفي بأصوات الجُموع التي تعبُره، مُستكنِها عبورها، سابِراً محطاتها، وتأملاتها في الحياة ..هو كتاب ولو عبرته سيرة الغيابِ والموت، إلا أنه تُرجمان حقيقي للانتصار للحياة، والأمل وللتَّحَدي ..قال عنه الناقد ” محمد علوط ” عبد العزيز كوكاس” كائن منتمٍ إلى جغرافية الكائن الذي لا يكتب صوته ..إنه يكتب صوت الجماعة ..يحفر في سِير من رحلوا وغابوا ..هو كائن يمتلك لغة شِعرية مُوازية للحياةِ، كائن يَحْمِلُ جِينات إبداعية تأمُُلية، مسكون بِدَهْشة السُّؤالِ ..الكتابة عنده استبطانٌ لا سَرْدٌ …إنه يعبر بنا نحو المشترك الرَّمزي الإنسَاني”.

كان اللقاء احتفاء بكاتب متعدد، يكتب عن الآخرين؛ فيتسلل صوته، ويعبر نحونا ليضيء عتمات السُّطور من خلال مقالاته وكتاباته، التي تنتصر للإنسان في جغرافيات باتت ملغومة وخطيرة ..
أما القراءة الثانية، فكانت لصوت إعلامي متفرد، يقيم بيننا ويطل علينا من خلال تغطيات إعلامية بهية مزنرة بلغة أنيقة ..صوت يصلك عذْبا، تستسيغه لجمال لغته، ولشعرية أنيقة تتبدى في كل تعليق، أو شهادة أو لقاء مع أديب أو كاتبٍ ..تقتفي أثر الجمال، والإبداع، لتضفي عليه برهافة حسٍّ مساحة من جمالٍ وافتتانٍ..هي الإعلامية الجميلة التي تحل خفيفة على أرواحنا وعلى أسماعنا” سعاد ازعتراوي” ..الكلمة عندها موسيقى، وإيقاع، ومقامات بهاء ..وهي تعزف على إيقاع الحَفر فِي أوراق، وشهادات، وبورتريهات الكاتب ” عبد العزيز كوكاس”، تهطل مطرا في عِز صيف مكناس. وقيظه ..بحبر الجمال عبَرَتْ نَحونا، وحفرت في الكتاب المُحتفى به ؛ لتحتفي بإعلامي تسكنه كما أشارت دهشة السُّؤال النبِيل ..الإعلامي الذي جعل من الموت حياةً..استنطق السِّيرَ ليكون عبور من رحلوا سامِقاً ..”
إن الاحتفاء الذي لا ينكتب، ولا يؤثث بأصوات الأنثى، لا يعول عليه ..وأنا أقول هنا في هذا المقام الاحتفائي :

لو يرحل الموت بعيدا
ولو لبرهة ..
ليترك للحالمين مساحة للنجاة ..
لو يصمت هذا الكائن المخاتل
لننصت بعمق لأصوات تحفر الجمال والحسن ..

هي قراءات كتُبت بنفحات ماء الشِّعر الزلل ..فها هي الإعلامية “سعاد ازعتراوي: تحتفي بأغنية للغائبين، وتحيِّي أهالي غزة، ولو من خلال كلمات بسيطة، تسللت إلى مسمعنا..لكن الوقع كان كبيرا ..
من جُبِّ الموت تطل عناوين الحياة، يرسمها من وهبوا أقلامهم لقول الحقيقة ..
ولم يكتمل اللقاء دون وصلة غنائية للفنان البهي ” سعيد الساهل”؛ الذي انضَمَّ للجمع، ليتحف الحضور بمقاطع شعرية مغناة من كتابة الناقد ” محمد علوط” ..
ولكل لقاء جنوده الذين يصنعون الفرح كما جاء على لسان مسيرة اللقاء البهية ” سميرة جودي”؛ الذين يفضلون الاشتغال في الظل، مرتهنين للانتصار لخلق الفرح الجماعي: الفاعل الجمعوي ” محمد بطاش” علي زهري”؛ الذي فتح الفضاء أمام عشاق الحرف والإبداع للانطلاق، وللاحتفاء بكتاب الإعلامي ” عبد العزيز كوكاس”.
ليختتم اللقاء بكلمة للمحتفى به؛ الذي قرأ قصيدة بعنوان : ” موت مفترض”، كما اعتبر الكتاب احتفاء بالغائبين، الحاضرين في ذاكرة العبور والحياة، حيث استحضر في ختام كلمته عنوان الحضور والمقاومة، وتحدي الموت ” نبتة الساكورا ” والساموراي ..ليعلن عن خلود من رحلوا ورسوخهم من خلال محطات حياتية جسدتها عناوين الكتاب.
وقبل ختام المقهى الثقافي تم توزيع الشواهد التقديرية على المشاركين ، وتذكار اللقاء للمكرم والمحتفى به ،الذي سبق أن احتضنه مقهيي “لوسافير بلاص “بالقنيطرة ،و “لاكاشيط “بالرباط في لقاءات سابقة . ….

شاهد أيضاً

المغربي ليو نورما يشعل عروض ألميريا فاشن شو 2025 بتصاميم مستوحاة من التراث المغربي والموضة العالمية

أشعل المصمم المغربي ليو نورما فعاليات “ألميريا فاشن شو 2025″، من خلال عرض مجموعة أزياء …