تصعيد خطير بين إيران وإسرائيل وسط تلويح أمريكي بالتدخل العسكري

شهدت منطقة الشرق الأوسط، فجر اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025، تصعيدا غير مسبوق في الصراع بين إيران وإسرائيل، بعد تبادل مكثف للهجمات الصاروخية التي طالت مواقع حيوية في كلا البلدين، وسط مؤشرات متزايدة على انخراط أمريكي مباشر في المواجهة.

مصادر إعلامية إسرائيلية أكدت سقوط نحو ثلاثين صاروخا أُطلقت من الأراضي الإيرانية على وسط إسرائيل في غضون عشرين دقيقة، ما أدى إلى اندلاع حرائق شملت قرابة عشرين سيارة، حسب القناة 12. الحرس الثوري الإيراني حذر من جهته سكان منطقة نيفيه تسيديك في تل أبيب، داعيا إلى الإخلاء الفوري.

بالتزامن، نشر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي رسالة عبر منصة “إكس” باللغة العربية، دعا فيها إلى “عدم المساومة مع الكيان الصهيوني”، في إشارة إلى دعم النهج التصعيدي.

في الجانب الإيراني، أعلنت وكالة فارس أن الهجمات الصاروخية استهدفت قاعدة ميرون الجوية شمال إسرائيل، ومقر جهاز الاستخبارات العسكرية “أمان” في هرتسيليا، بالإضافة إلى موقع داخل تل أبيب قالت إنه يستخدم في تخطيط عمليات اغتيال. وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن إيران أطلقت نحو 400 صاروخ باليستي منذ اندلاع المواجهة قبل أيام، وأنها لا تزال تحتفظ بترسانة تصل إلى 1800 صاروخ.

وفي تقييم مشترك نشرته صحيفة واشنطن بوست، حذرت أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية من أن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي قد لا تصمد أكثر من 12 يوما دون دعم خارجي، ما يهدد بخلل في قدرتها على التصدي للهجمات المستمرة.

في المقابل، أعلنت إسرائيل عن شن هجوم جوي على العاصمة الإيرانية طهران، مستهدفة عشرات بطاريات الدفاع الجوي. وأكد الجيش الإسرائيلي أن الضربات امتدت إلى مدن إيرانية أخرى مثل أصفهان ونهاوند وتبريز، وأسفرت عن سقوط ضحايا. كما أصدرت تل أبيب تحذيرا لسكان وعمال المربع 18 في طهران تطلب منهم الإخلاء.

الجيش الإيراني رد بالإعلان عن إسقاط 28 هدفا معاديا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، في حين أعلنت إسرائيل تدمير أكثر من 70 بطارية دفاع جوي إيرانية منذ بداية الحرب، مما يعكس حدة التصعيد واستمراريته.

وفي خضم هذا التصعيد، دخلت واشنطن على خط الأزمة عبر تصريحات للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي صرح بأن موقع المرشد الإيراني معروف وأنه “هدف سهل”، داعيا إيران إلى الاستسلام “غير المشروط”. ترامب أكد أن بلاده “تسيطر بالكامل على الأجواء الإيرانية”، ما أثار تكهنات حول قرب تدخل عسكري أمريكي مباشر.

صحيفة وول ستريت جورنال نقلت عن مسؤولين أمريكيين أن ترامب يدرس مع مجلس الأمن القومي إمكانية توجيه ضربات عسكرية لإيران، تشمل منشآت نووية حساسة. في المقابل، أكدت فوكس نيوز أن توجيه هذه الضربات “مطروح على الطاولة”.

الصراع الإيراني الإسرائيلي دخل بذلك مرحلة جديدة قد تفتح الباب أمام مواجهة إقليمية أوسع، خاصة في ظل الانخراط الأمريكي المحتمل والتهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب، في وقت يستمر فيه استهداف منشآت نووية وقادة عسكريين، ما ينذر بمزيد من التصعيد في الأيام المقبلة.