في صباح دافئ من أيام الصيف، وتحديدا يوم الأربعاء 25 يونيو الجاري، انطلقنا من ميناء طنجة المدينة في رحلة بحرية مميزة نحو ميناء طريفة الإسباني، على متن السفينة السريعة “Jaume” التابعة لشركة النقل البحري “بالياريا”، في تجربة جمعت بين الراحة، والدقة، والمتعة البصرية، ضمن برنامج خاص استضاف وفدا إعلاميا للوقوف عن كثب على جودة خدمات العبور البحري بين الضفتين.
كان لموقع “المستقبل24” شرف أن يكون ضمن الوفد الصحافي الذي شارك في هذه الرحلة، والذي كان مكونا من تسعة صحافيين يمثلون الصحافة الوطنية المغربية، وقد تم استقبالنا ضمن فئة “VIP”، في إطار برنامج مخصص قدم تجربة سفر متكاملة من حيث جودة التنظيم، وسلاسة الإجراءات، ومستوى الخدمات المقدمة على متن السفينة وفي الميناءين معا.
منذ الوصول إلى ميناء طنجة المدينة، مرت جميع الترتيبات بسلاسة بفضل التسهيلات التي وفرها الطاقم المرافق، بينما اتسم تعامل الموظفين، سواء في المغرب أو إسبانيا، بدرجة عالية من اللباقة والاحترافية. أما السفينة “Jaume”، فتميزت بفضائها العصري المريح، حيث صالونات مكيفة، مقاعد فسيحة، خدمة إنترنت مستقرة، شاشات معلومات، مقصف غني بالمأكولات والمشروبات، وشرفة خارجية تطل على مياه المضيق، ما جعل الرحلة تجربة بحرية ممتعة بكل المقاييس.
وقد مرت الرحلة، التي استغرقت ساعة واحدة فقط، وسط أجواء هادئة ومياه صافية، ما أتاح للركاب الاستمتاع بمشهد بانورامي رائع لمضيق جبل طارق. وقد خصصت لنا زيارة استثنائية لمقصورة القيادة، حيث قدم القبطان ماركو بيرتيني شروحات تقنية حول أنظمة الملاحة الحديثة والتحديات المناخية التي قد تواجه عبور المضيق، خاصة خلال فصل الشتاء.
وقد رافقنا في هذه التجربة السيدة باولا والسيد إنريك أبينوزا، من فريق الاتصالات بشركة “بالياريا”، حيث لم يبخلا علينا بتقديم معطيات دقيقة حول الاستراتيجية البيئية التي تنهجها الشركة، وعلى رأسها مشروع إطلاق أول خط بحري كهربائي بالكامل بين طنجة وطريفة في أفق سنة 2027، كخطوة رائدة نحو تحقيق النقل البحري المستدام وخفض الانبعاثات الكربونية.
وقد تواصلت الرحلة في أجواء ودية ومهنية حتى عدنا مساء عبر السفينة “Avemar Dos”، حيث كنا في ميناء طريفة في تمام الساعة السادسة مساء لتنفيذ اجراءات العبور لتنطلق رحلة العودة في السابعة مساء، وسط هدوء البحر وتأملات الركاب لجمال الطبيعة الفاصل بين القارتين، إلى أن لاحت أضواء عاصمة البوغاز من بعيد، معلنة نهاية تجربة بحرية فريدة.
تتجاوز رحلة طنجة–طريفة على متن “بالياريا” كونها مجرد عبور بحري، لتتحول إلى رمز حي للتواصل الثقافي والاقتصادي بين المغرب وإسبانيا، وتجربة متكاملة تفتح آفاقا جديدة للسفر النظيف والمستدام عبر مضيق جبل طارق.