شهدت القاعة الكبرى لرياض “أرابسك” بمدينة فاس، يوم الخميس 10 يوليوز 2025، تنظيم الجمع العام التأسيسي لجمعية الثقافة التراثية العالمية، بحضور شخصيات ثقافية وفنية وممثل عن السلطة المحلية، اجتمعوا حول هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على التراث الثقافي العالمي والتعريف به.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد محمد بلغريب، الرئيس المؤسس للجمعية، خلال هذا اللقاء، أن اختيار مدينة فاس، باعتبارها رمزا تاريخيا وثقافيا للمملكة المغربية، لتكون مقرا دائما للجمعية، يعكس حرص المؤسسين على الانفتاح على التنوع الحضاري والعمق التراثي الذي تتميز به المدينة، التي لطالما مثلت نموذجا حيا للمغاربة في تمسكهم بقيم التعايش والانفتاح. وأضاف أن الجمعية تسعى إلى إشعاع التراث الثقافي والموسيقي العالمي وتعزيز قيم التسامح والتقاسم والتضامن بين الشعوب.
وتتمثل أهداف الجمعية، بحسب بلغريب، في دعم الجهود الوطنية والدولية لفهم أعمق للثقافة المغربية وتراثها المتنوع، مع رد الاعتبار للموروث الثقافي عبر تنظيم ندوات علمية وتكريم رواد هذا المجال، والعمل على توثيق عناصر التراث بشراكات مع الجهات الرسمية، فضلا عن تشجيع البحث الأكاديمي حول الثقافة الوطنية والعالمية، والمساهمة في بناء جسور التواصل الثقافي بين المغرب والعالم من خلال تنظيم مهرجانات وملتقيات سنوية.
وفي مداخلة له، أكد محمد الأعرج، وزير الثقافة الأسبق، أن المغرب يعتبر من أغنى الدول من حيث التنوع الثقافي والتراثي، بفضل تعددية روافده الأمازيغية والعربية والحسانية، إلى جانب تأثيراته الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية، مشددا على أن توثيق هذا الإرث وتأريخه أصبح ضرورة لتعزيز الهوية الوطنية ضمن رؤية استراتيجية شاملة.
من جانبها، شددت الوزيرة السابقة للبيئة حكيمة الحيطي على أهمية حماية التراث الثقافي المغربي والاعتناء به باعتباره عنصرا محوريا في تعزيز الصداقة والتقارب بين الشعوب. وأبرزت أن التعريف بالتراث المغربي واللامادي، وتطويره وفق مقاربات مؤسساتية وثقافية عالمية، يندرج ضمن الرهانات الكبرى التي تتطلب رؤية شمولية ومسؤولة.
وعقب المصادقة بالإجماع على التقرير التأسيسي، تم فتح باب الترشح لرئاسة الجمعية، حيث ترشحت حكيمة الحيطي بشكل انفرادي، ليتم انتخابها بالإجماع رئيسة لجمعية الثقافة التراثية العالمية. كما تم انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي الذي جاء على الشكل التالي:
الرئيسة: حكيمة الحيطي
النائب الأول للرئيس: محمد بوصفيحة
النائب الثاني للرئيس: خالد بنعمور
الكاتب العام: محمد بلغريب
نائبة الكاتب العام: مريم الجواهري
أمين المال: محمد مزور
نائب أمين المال: عبد الفتاح بنيس
المستشارون: محمد الأعرج، توفيق الوزاني، حسن هرنان وزكية لحلو.
ويرتقب أن تشرع الجمعية في تنفيذ برنامجها الثقافي والبحثي، عبر التعاون مع مؤسسات وطنية ودولية، والتفاعل مع مختلف الفاعلين في مجال التراث والموسيقى والثقافة، لترسيخ مكانة المغرب كجسر حوار حضاري وثقافي عالمي.