حلّ عازف الكمان الفلسطيني جهاد عقل ضيفاً على السجل الثقافي في مدينة صيدا، في أمسية موسيقية استثنائية حضرها عدد كبير من المثقفين والشعراء والإعلاميين. وقد قدّم الفنان عروضاً موسيقية أبهرت الحضور، حيث عزف مجموعة من المقطوعات برفقة عازف الإيقاع وليد خالد حسين، وسط تفاعل كبير من الجمهور الذي شارك بالغناء والدندنة.
وأشاد الفنان عقل بالحضور وعبّر عن امتنانه لاستضافته بين نخبة من المبدعين، مؤكداً سعادته بالمشاركة في هذا اللقاء الثقافي المميز. وافتُتحت الأمسية بكلمة للمهندس مازن البزري، صاحب حاضنة الأعمال “Flow”، أعرب فيها عن فخر مؤسسته باحتضان حدث فني يستضيف أحد أبرز العازفين العرب.
وقدّم الشاعر والروائي أنور الخطيب الأمسية، واصفاً إياها بأنها لحظة موسيقية نادرة بضيوفها وأجوائها. كما ألقى الشاعر طه العبد كلمة استعرض فيها المسيرة الفنية الغنية لعقل، مشيداً بموهبته الفذة التي تأصلت منذ نعومة أظافره، إذ بدأ بتعلم الكمان على يد والده المايسترو أحمد سعيد عقل في سن الرابعة، في ظروف اللجوء الصعبة التي لم تقف حائلاً أمام شغفه بالموسيقى.
ولد جهاد عقل في بيروت عام 1968، وواصل تدريباته الموسيقية بشكل يومي مكثف، امتد إلى عشر ساعات يومياً، ما أكسبه مهارة عالية في العزف. وقد حصل على جائزة تقديرية من المعهد الوطني للموسيقى، بعد تألقه في إحدى حفلات المواهب الخاصة.
ورث عقل حب الكمان عن والده الذي كان بدوره مايسترو معروفاً، عُرف بإصراره على تعليم ابنه في أكثر الفترات صعوبة، حيث كان صوت الكمان يتحدى أصوات القذائف إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان. هذا الإصرار مكّن جهاد عقل من أن يكون أصغر عازف ينضم للإذاعة اللبنانية في سن الرابعة عشرة، ليعزف إلى جانب كبار الموسيقيين العرب أمثال وليد غلمية، سليم سحاب، وتوفيق الباشا.
وشهدت مسيرته فيما بعد محطات لافتة، إذ قاد فرقاً موسيقية رافقت كبار الفنانين العرب مثل السيدة فيروز، ووديع الصافي، وماجدة الرومي. كما لقّبه الصحفي الراحل جورج إبراهيم الخوري بـ”ساحر الكمان”، نظراً لأسلوبه المتفرد في العزف المنفرد.
شارك عقل في العديد من الفعاليات الدولية، وعزف في دور الأوبرا ومهرجانات بارزة في المغرب، وتونس، والأردن، كما شارك في مناسبات رسمية كالقمة العربية في بيروت، وفعاليات بالأمم المتحدة، وبدور الرئاسة في دول مختلفة.
وفي ختام الأمسية، كرّم السجل الثقافي الفنان جهاد عقل بدرع تقديري وحطة فلسطينية، تعبيراً عن الامتنان لإبداعه الفني الذي يجمع بين الحرفية العالية والانتماء العميق.