احتضن المركب الثقافي سيدي بليوط بالدار البيضاء، بعد زوال يوم أمس السبت 16 غشت 2025، فعاليات النسخة الأولى من المؤتمر الدولي “جوستا” (JUSTA)، الذي نظمته “تريبيون جوريديك” (La Tribune Juridique)، وذلك بهدف مناقشة سبل حماية المنتجات المحلية الجابونية وتعزيزها، مستلهما النموذج المغربي الرائد في هذا المجال.
وأكد المتدخلون انه تم اختيار موضوع هذه النسخة الأولى من مؤتمر “جوستا”، التي تحمل شعار “الترويج للمنتجات المحلية في أفريقيا، تثمينها وحمايتها القانونية: حالة الغابون على ضوء النموذج المغربي”، نظرا لأهميته الاستراتيجية، حيث تمثل المنتجات المحلية، سواء كانت نسيجا، أو منحوتات، أو منتجات غذائية، جزءا لا يتجزأ من هوية الشعوب وثقافتها. ويشير تقرير المنصة القانونية إلى أن الصناعات الحرفية التقليدية يمكن أن تشكل ما يصل إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي في بعض البلدان، مما يجعلها محركا اقتصاديا مهما.
جدير بالذكر أن المؤتمر يجمع خبراء وأكاديميين ورجال قانون وباحثين من الغابون والمغرب وبلدان أخرى لمناقشة استراتيجيات تعزيز وتثمين المنتجات المحلية. ويسعى المشاركون إلى وضع مقترحات عملية لتحسين الاعتراف بهذه المنتجات وحمايتها ونشرها على المستويين الوطني والدولي.
وفي كلمته بالمناسبة، قال CHARLES DE MONT FORT MABICKA، الرئيس المؤسس لـ”تريبيون جوريديك”: “اليوم هو يوم تاريخي. تاريخي، لأنه يمثل أول ظهور رسمي لمنظمتنا الفتية والطموحة، تريبيون جوريديك. وتاريخي أيضًا لأننا اخترنا أن نجعل هذا التاريخ بمثابة تكريم مزدوج لوطننا، الغابون، الذي يحتفل باستقلاله وهويته، وتكريم لأفريقيا، بيتنا المشترك، التي نحمل صوتها وآمالها.”
وأضاف قائلا: “تريبيون جوريديك ولدت من هذا الإيمان: القانون ليس حكرا على رجال القانون؛ بل هو أداة للتغيير، ورافعة للتنمية، ودرع لمصالحنا الاستراتيجية.” وأردف: “تطلق اليوم منصة JUSTA – الشباب متحدون من أجل المعرفة التحويلية في إفريقيا. JUSTA ليست مجرد مؤتمر: إنها منصة، وحركة، ورؤية.”
وأكد الرئيس المؤسس لـ”تريبيون جوريديك” أنه “خلف كل منتج محلي – سواء كان نسيجا، أو منحوتة، أو كاكاو، أو زيتا، أو توابل – تكمن روح شعب وخبرة متوارثة من جيل إلى جيل.”
هذا، ويتضمن برنامج المؤتمر ثلاثة محاور رئيسية:
المحور الأول: تنوع المنتجات المحلية الغابونية ومساهمتها الاجتماعية والاقتصادية.
المحور الثاني: آليات الحماية القانونية.
المحور الثالث: الاستراتيجيات والسياسات العامة.
ويشارك في هذا الحدث نخبة من المتخصصين، من بينهم: Anis BOURAKKADI، Alan OKOUNGA PIRA، ABID KABADI، Dr Bruce ILEMBI، Franck BOUSSOUGOU، Zacharia ONLYNAS، Josky EDZO، Professeur Mahamat، و Joseph BATOUM.
وأفاد المنظمون أن هذه المبادرة تأتي في إطار سعي جمعية “تريبيون جوريديك”، التي تضم محامين وطلاب قانون غابونيين مقيمين بالمغرب، إلى خلق فضاء للتعلم ومراقبة النظام القانوني المغربي، المعروف بتقدمه في مجال حماية المنتجات المحلية. ومن المنتظر أن يصدر تقرير مفصل يتضمن توصيات ملموسة لرفع مستوى الوعي لدى السلطات الغابونية وتقديم مسارات للإصلاحات القانونية.
للاشارة، يحظى المؤتمر برعاية سامية من سفارة جمهورية الغابون بالمملكة المغربية، ويعكس التزام المنظمين بالاستفادة من العلاقات الأخوية بين البلدين لتعزيز التنمية المستدامة.
