أعلن مهرجان سيدي قاسم للفيلم المغربي القصير عن مواصلة تقليده السنوي في الاحتفاء بالتجارب السينمائية المغربية المتميزة في مجال الفيلم الروائي القصير، باعتبارها لحظة تأمل في مسار الإبداع الوطني وفرصة لإبراز غنى وتنوع الحساسية الفنية في السينما المغربية.
ويولي المهرجان اهتماماً خاصاً بتجارب المخرجين الشباب الذين يشكلون اليوم أحد أعمدة المشهد السينمائي بالمغرب، عبر تخصيص جلسات لعرض أفلامهم القصيرة ومناقشتها ضمن فضاء مفتوح للحوار والنقد.
وتعرف هذه الفقرة من المهرجان حضور مخرج شاب يتم تقديم نماذج من أعماله السينمائية ومناقشتها بشكل معمق، بمشاركة نقاد ومخرجين راكموا تجربة ومعرفة دقيقة بمساره الإبداعي. وتتحول هذه اللقاءات إلى ورشات فكرية حقيقية يتفاعل فيها الجيل الجديد من السينمائيين مع تجارب رائدة، بما يسهم في تطوير رؤيتهم الفنية واستلهام أساليب جديدة في الاشتغال على الصورة واللغة السينمائية.
وقد استضاف المهرجان في دوراته السابقة عدداً من الأسماء اللامعة في الساحة السينمائية المغربية، من بينها محمد الشريف الطريبق، هشام الركراكي، جيهان البحار، عماد بادي، ومحمد البوحاري، الذين تركوا بصمة واضحة في مسار الفيلم المغربي القصير.
أما في دورة هذه السنة، فيقف المهرجان عند تجربة المخرج الحسين شاني، التي تميّزت بعمق نظرتها للإنسان المغربي اليومي، وبقدرتها على تحويل التفاصيل البسيطة في الحياة إلى لحظات فنية تنبض بالمعنى والصدق. وسيؤطر الناقد السينمائي محمد باكريم جلسة النقاش الخاصة بهذه التجربة من خلال ورقة نقدية شاملة أعدّها لدليل المهرجان، تسلط الضوء على الجوانب الجمالية والفكرية في أعمال شاني.
بهذا الاختيار، يؤكد مهرجان سيدي قاسم للفيلم المغربي القصير مكانته كفضاء للحوار السينمائي الرفيع، وكمختبر مفتوح للتفاعل بين النقد والإبداع، ولتبادل الرؤى بين الأجيال السينمائية المختلفة، بما يعزز مكانة الفيلم المغربي القصير في المشهد الثقافي الوطني والدولي.
المستقبل 24 جريدة إلكترونية مغربية أخبار متنوعة