تتواصل اليوم السبت 08 نونبر 2025 فعاليات الدورة الخامسة والعشرين من مهرجان سيدي قاسم للفيلم المغربي القصير، المنظم تحت شعار “النادي السينمائي مدرسة الرؤية”، في أجواء تجمع بين التكوين الفني والنقاشات الفكرية حول السينما المغربية.
وقد انطلق اليوم الثاني من المهرجان بورشة تكوينية في مجال الإخراج أطرها الفنان رشيد السعيدي صباحا بـ”دار الشباب المدينة”، واستقطبت عددا من الطلبة والمهتمين بالرؤية السينمائية الحديثة وأساليب صناعة الفيلم القصير.
أما المحطة الأبرز في الفترة المسائية فكانت اللقاء المفتوح (الماستر كلاس) مع المخرج المكرم في هذه الدورة داود أولاد السيد، والذي أدار جلساته الناقد إدريس القري. وقد شكل هذا اللقاء مناسبة للغوص في مسار أولاد السيد، الذي يعد من المخرجين المغاربة الذين صنعوا لغة سينمائية خاصة، تقوم على شاعرية الصورة وحضور الإيقاع البصري. وخلال هذا اللقاء الغني برؤى السينمائيين ومحبي السينما المغربية، استعرض أولاد السيد مساره الفريد: فقد نشأ ودرس العلوم في فرنسا، حيث حصل على الدكتوراه في الفيزياء. ثم جاءت لحظة مفصلية: حين زار معرضا للصور الفوتوغرافية وأُعجب بها، فطلب من زوجته اقتناء آلة تصوير ليتحول من هاو للتصوير الفوتوغرافي إلى فنان محترف، قبل أن يشق الطريق لاحقا نحو الإخراج السينمائي ويتألق فيه.
وقد شدد أولاد السيد خلال حديثه في الماستر كلاس على فلسفته الإخراجية التي ترى أن 70٪ صوت و30٪ صورة تشكّل «لغة الفيلم القصير»، حيث أن الصوت – بكل تأملاته وحركته – هو المحرك العاطفي، أما الصورة فهي الإطار التشكيلي الذي يعطي للشعور شكله وفضائه. كما تطرّق إلى التحديات التي تواجه صناعة السينما المغربية، وكشف عن رؤيته لكيفية توظيفه لتقنيات الذكاء الاصطناعي في تجربته الإبداعية، مؤكداً أن التكنولوجيا يجب أن تكون في خدمة الرؤية الفنية لا أن تحلّ محلها.
وبعد هذا اللقاء، انتقل الجمهور إلى القاعة الإقليمية للعروض لمتابعة المسابقة الرسمية للفيلم القصير. وقبل بداية العرض، تمت دعوة جميع المخرجين المتنافسين إلى المنصة، حيث تم تقديمهم أمام الجمهور، في خطوة احتفائية تهدف إلى التعريف بالأصوات السينمائية الجديدة وتشجيعها.
وانطلقت بعد ذلك عروض المجموعة الأولى التي ضمت خمسة أفلام: “أمم أمثالكم” لخولة الركراكي، و”مرآة للبيع” لهشام أمل، و”ربيع” لزكرياء الخراط، و”الضحية” لصفاء العاجي، و”القناع” لهشام الحليمي. ثم تواصلت المنافسة، بعد استراحة قصيرة، بعرض المجموعة الثانية، وشملت أعمالا لكل من إسماعيل أيت لحسن، سكينة الناصري، رشيد العماري، التهامي بورخيص، ومراد العباري.
وبذلك تستمر الدورة الفضية للمهرجان في إبراز جيل جديد من المخرجين المغاربة، وسط اهتمام متزايد من النقاد والجمهور، وتأكيد متجدد على دور الفيلم القصير كأداة للتعبير الفني وبناء لغة سينمائية خاصة.
المستقبل 24 جريدة إلكترونية مغربية أخبار متنوعة