يواصل مهرجان سيدي قاسم للفيلم المغربي القصير، في دورته الخامسة والعشرين، تعزيز حضوره كفضاء ثقافي وفني يتجاوز حدود العروض السينمائية نحو إنتاج وتداول المعرفة المرتبطة بالسينما المغربية.
ففي سياق برامجه المواكبة، شهد المهرجان تنظيم حفل توقيع ثلاثة كتب مرجعية جديدة تسلط الضوء على جوانب متعددة من التجربة السينمائية الوطنية، وذلك مباشرة بعد اختتام ندوة «النادي السينمائي مدرسة الرؤية» التي شكلت بدورها مساحة للتفكير في أهمية الأندية السينمائية في تكوين الذائقة البصرية وتطوير النقاش النقدي حول الفيلم المغربي القصير.
وتضمن حفل التوقيع ثلاثة عناوين صادرة عن باحثين ومبدعين بارزين في مجال النقد والإخراج السينمائي بالمغرب، يتعلق الأمر بكتاب «السينما المغربية: الرؤية والخطاب» للناقد محمد باكريم، الذي يقدم قراءة معمقة للمسارات الجمالية والتاريخية للسينما الوطنية، وكتاب «سينما مختلفة» للمخرج والكاتب محمد الشريف الطريبق، الذي يقارب التجارب السينمائية من زاوية تنفتح على التنوع الفني وتعدد المقاربات، ثم كتاب «السينما المغربية: قضايا النقد والإبداع والتجريب» للناقد محمد صولة، الذي يتناول إشكالات تتعلق بكتابة الصورة السينمائية وحدود التجريب في الصناعة المغربية.
ويعكس هذا النشاط حرص مهرجان سيدي قاسم على تعزيز العلاقة بين الإبداع السينمائي والإنتاج الفكري، من خلال خلق مساحة تلتقي فيها الأفلام والنقاشات النقدية مع المراجع والدراسات التي تؤرخ لمسار السينما المغربية وتستشرف آفاقها. كما يؤكد المهرجان من خلال هذه المبادرة على أهمية دعم الكتاب السينمائي والنقد المتخصص كجزء أساسي من بناء وعي جماعي بصناعة الفيلم، خاصة في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها المشهد السينمائي المغربي والعربي، وصعود منصات العرض الرقمي التي باتت تعيد تشكيل علاقة الجمهور بالصورة السينمائية.
المستقبل 24 جريدة إلكترونية مغربية أخبار متنوعة