حصل المركز التقني للبلاستيك والمطاط على التسيير المفوض لعلامة التغليف الخاصة بـ”الاستهلاك الغذائي”، بعدما أعلن المركز، خلال ندوة صحافية نظمت بالدار البيضاء بعد زوال يوم أمس الأربعاء 19 نونبر الجاري، بشراكة مع المعهد المغربي للتقييس، عن منحه علامة المطابقة للمعايير المغربية “علامة NM” التي تعد من أبرز شهادات الجودة والسلامة الصحية في المغرب.
ويأتي هذا القرار ليعزز مكانة المركز باعتباره مؤسسة مرجعية في قطاع البلاستيك والتغليف، وفاعلا أساسيا في تعزيز سلامة المنتجات الملامسة للمواد الغذائية، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى تغليف آمن يحمي صحة المستهلك ويحترم البيئة.
وأوضح المركز التقني للبلاستيك والمطاط أن هذا المنح يندرج ضمن الجيل الجديد من آليات التفويض التي طورها المعهد المغربي للتقييس تحت إشراف وزارة الصناعة والتجارة، بهدف مواكبة التطور السريع للصناعة الوطنية وتقريب خدمات التقييس وشهادات المطابقة من الفاعلين الاقتصاديين. ويثبت هذا التفويض قدرة المركز على ضمان سلامة وجودة المواد البلاستيكية المخصصة للتغليف الغذائي وفق أحدث المعايير الدولية.
وخلال الندوة، أعلن المدير العام للمعهد المغربي للتقييس، عبد الرحيم الطيبي، عن منح التسيير المفوض لعلامة التغليف الخاصة بـ”الاستهلاك الغذائي” إلى المركز التقني للبلاستيك والكاوتشوك، بعد التأكد من امتثاله الكامل للمتطلبات التقنية، خصوصا ما يتعلق بخلو المنتجات البلاستيكية الملامسة للأغذية من المواد الضارة. ويأتي هذا التتويج بعد مسار طويل من الاعتمادات، بدءا من منح وزارة الصناعة للمركز اعتمادا رسميا سنة 2009 لمراقبة المنتجات الصناعية، مرورا باعتماد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية سنة 2018 كأول مختبر لمراقبة تغليف الأغذية، ثم حصوله على شهادة NADCAP سنة 2022، وإبرام شراكة استراتيجية مع شركة “إيرباص” عام 2023. كما أن مختبر المركز معتمد وفق معيار ISO/IEC 17025 من طرف هيئتي COFRAC وSEMAC، مما يمنحه اعترافا دوليا بالكفاءة والموثوقية.
وأكد ناصر الدين الأنصاري، مدير المركز التقني للبلاستيك والمطاط، أن هذا التفويض يشكل رافعة محورية لتطوير قطاع التغليف الغذائي في المغرب، قائلا إن “الثقة الممنوحة لخبرة المركز التقنية تعكس التزامنا الدائم بالجودة والسلامة الغذائية والابتكار الصناعي”، مشيرا إلى أن مسار الحصول على التفويض استغرق حوالي سنة كاملة وشمل دراسة متخصصة للمعايير الدولية وتعزيز القدرات التقنية وتطوير منظومة تدبير مطابقة للمعايير الحديثة.
من جانبه، شدد عبد الرحيم الطيبي على أن المعهد المغربي للتقييس هو الجهة الوطنية المسؤولة عن وضع المعايير ومنح شهادات المطابقة، وأن علامة NM الخاصة بالتغليف الغذائي تمثل ضمانا حقيقيا للمستهلك المغربي، كونها تؤكد خلو المواد البلاستيكية من أي مكون قد يؤثر سلبا على الصحة العامة. وأضاف أن المصنعين يتحملون مسؤولية مزدوجة تتمثل في جودة المنتجات وجودة التغليف معا، معتبرا أن الحصول على علامة مطابقة المعايير يمثل “جواز سفر” يمكن المنتجات المغربية من ولوج الأسواق الدولية والاندماج في سلاسل القيمة العالمية، خصوصا في ظل التشدد المتزايد بشأن شروط السلامة الصحية وجودة مواد التغليف.
ويجمع الفاعلون على أن هذا التفويض الجديد يشكل خطوة مهمة لتعزيز ثقة المستهلك وتطوير قطاع الصناعة البلاستيكية في المغرب، ويفتح آفاقا أوسع أمام الابتكار وتعزيز تنافسية المنتجات المغربية داخل السوق الوطنية والدولية.
المستقبل 24 جريدة إلكترونية مغربية أخبار متنوعة