مكناس: ندوة علمية تناقش التحول الرقمي وتوظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير المقاولات المغربية

احتضنت قاعة الندوات بالمدرسة العليا للتكنولوجيا في مكناس، يوم الخميس 19 ديسمبر 2024، ندوة علمية تحت عنوان: “أي تحول رقمي أمثل لنشر الذكاء الاصطناعي في المقاولة؟”. الندوة جاءت في سياق تنامي أهمية الذكاء الاصطناعي باعتباره أداة أساسية لتطوير المقاولات، تحسين جودة خدماتها، وتعزيز تنافسيتها، مما يفرض على المقاولات المغربية التكيف مع هذا التطور السريع.

مع التطورات المتسارعة في مجال التكنولوجيا والإنترنت، أصبحت الرقمنة مكونًا جوهريًا في مختلف الأنشطة البشرية. وخلال السنوات الأخيرة، شهد المغرب تسارعًا ملحوظًا في وتيرة التحول الرقمي، الذي أضحى جزءًا لا يتجزأ من عادات المستهلكين، عالم الأعمال، وحتى الإدارات العمومية في العديد من القطاعات.
يُعرف التحول الرقمي بتطبيق التكنولوجيا في جميع جوانب العمل بهدف تحسين الأداء والكفاءة. ومن خلال هذا التحول، تسعى المقاولات إلى مواكبة التطورات السريعة التي يشهدها العالم المعاصر، حيث يشكل الذكاء الاصطناعي المحرك الأساسي لهذه التحولات.
في إطار رؤية “المغرب الرقمي 2030″، اعتمدت المملكة مجموعة من الاستراتيجيات والبرامج الهادفة إلى تسريع التحول الرقمي، بهدف تعزيز مكانتها كقطب رقمي إقليمي رائد. وتُعد هذه الندوة العلمية، التي نظمتها المدرسة العليا للتكنولوجيا بمكناس، جزءًا من الجهود الرامية إلى تعزيز الاقتصاد الرقمي بالمغرب.
وعرفت الندوة، التي ترأسها المدير بالنيابة للمدرسة، مشاركة أساتذة من جامعة مولاي إسماعيل، واستضافة الدكتور محمد أمين المحفوظي، نائب رئيس المرصد المغربي للسيادة الرقمية، الذي يحمل شهادة الدكتوراه في علوم المعلومات والتواصل من جامعة Côte d’Azur. الدكتور المحفوظي، الباحث والخبير في التحول الرقمي، له إسهامات متعددة في هذا المجال من خلال مقالات علمية ومداخلات في منصات إعلامية محلية ودولية.
وخلال الندوة، ناقش المشاركون – بمن فيهم طلاب، أساتذة باحثون، وفاعلون اقتصاديون – التحديات التي تواجه المقاولات المغربية في تبني الذكاء الاصطناعي، وسبل تحقيق تحول رقمي سلس وفعّال. كما تم التركيز على أهمية وضع استراتيجيات مدروسة لتسهيل عملية الرقمنة وتعزيز الذكاء الاقتصادي داخل المقاولات، بما يتماشى مع التوجهات العالمية.
تأتي هذه المبادرة في إطار الورش المغربي لتسريع التحول الرقمي، إذ يعكس تنظيم هذه الندوة التزام المؤسسات الأكاديمية بدعم المقاولات والفاعلين الاقتصاديين في رحلتهم نحو التحول الرقمي، وترسيخ مكانة المغرب في الاقتصاد الرقمي العالمي.