احتضنت مدينة بوزنيقة، يوم الأربعاء 12 فبراير الجاري، مؤتمرًا هامًا تحت عنوان “التشييد المستدام”، وهو حدث بارز يهدف إلى تسليط الضوء على ممارسات البناء المستدام وتعزيز الانتقال نحو حلول أكثر مسؤولية بيئيًا.
وأكد المؤتمرون أن هذا المؤتمر يأتي في وقت أصبح فيه البناء المستدام ضرورة ملحّة في ظل التحديات البيئية الراهنة، حيث اجتمع الفاعلون الرئيسيون في القطاع لمناقشة سبل الابتكار وتحقيق التنمية المستدامة.
للإشارة، نُظِّم المؤتمر بمبادرة من شركة “لافارج هولسيم المغرب”، وبالتعاون مع الفدرالية المغربية للاستشارات والهندسة (FMCI) والجامعة الوطنية للبناء والأشغال العمومية (FNBTP). وقد شهد الحدث حضور عدد من الخبراء والمسؤولين، حيث تمحورت النقاشات حول الحلول المبتكرة التي تساهم في تقليل الأثر البيئي لقطاع البناء، وتحسين الكفاءة الطاقية، وتقليل النفايات، وإدماج مبادئ الاستدامة في مختلف مراحل دورة حياة المباني والبنى التحتية.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد خالد سماكة، المدير العام لشركة “لافارج هولسيم المغرب”، على أن الانتقال نحو بناء أكثر استدامة هو مسؤولية جماعية. وقال: “نحن في لافارج هولسيم المغرب نضع الابتكار في خدمة الاستدامة، وهذا المؤتمر يمثل فرصة لتعزيز تعاوننا مع جميع الفاعلين في القطاع.”
وتضمنت فعاليات المؤتمر جلستين نقاشيتين رئيسيتين؛ الأولى تناولت موضوع “المواد الصديقة للبيئة”، حيث تم استعراض التقدم المحرز في مجالات الكفاءة الطاقية، الاقتصاد الدائري، والابتكار في تطوير مواد البناء. أما الجلسة الثانية فقد ركزت على “النهج والحلول المبتكرة للتطبيق”، والتي استعرضت أحدث الممارسات التعاونية والاستراتيجيات التكنولوجية التي تعزز التحول نحو الاستدامة.
وفي هذا السياق، شدد نبيل بنعزوز، رئيس الفدرالية المغربية للاستشارات والهندسة، على الدور المحوري الذي تلعبه الاستشارة والهندسة في إعادة تشكيل أساليب البناء لتقليص الأثر البيئي. وأكد أن الفدرالية تعمل منذ عام 2010 على مواكبة هذا التحول من خلال إدماج معايير الاستدامة في عمليات التخطيط والتنفيذ اليومية.
كما شهد المؤتمر توقيع اتفاقيات استراتيجية بين مختلف الفاعلين في القطاع، بهدف تعزيز التعاون وتسهيل تنفيذ حلول البناء المستدام على نطاق واسع. وجاء تنظيم هذا الحدث في إطار مقاربة استباقية تهدف إلى مواجهة التحديات المستقبلية ومواءمة جهود قطاع البناء والأشغال العمومية مع الأهداف الوطنية والدولية في مجال الاستدامة.
من جانبه، أكد محمد محبوب، رئيس الجامعة الوطنية للبناء والأشغال العمومية، على أهمية إدماج الممارسات المستدامة في مواقع العمل، مشيرًا إلى أن الجامعة تشجع أعضاءها على تبني حلول مبتكرة تساهم في تنمية أكثر استدامة للقطاع.
وفي ختام المؤتمر، أكدت “لافارج هولسيم المغرب” التزامها الراسخ بدعم الابتكار والاستدامة، معتبرة أن هذا الحدث يمثل خطوة إضافية نحو تعزيز البناء المسؤول بيئيًا في المغرب، بما يخدم مستقبلًا أكثر استدامة ومتوازنًا بين متطلبات التنمية وحماية البيئة.