أخبار عاجلة

ماني نوردين يحتفل بعيد ميلاده الخمسين بحملة تبرعات لإنقاذ أطفال مرضى القلب بالتعاون مع جمعية الدكتور سعيد الجناني

بمناسبة عيد ميلاده الخمسين، نظّم رجل الأعمال والفاعل الجمعوي ماني نوردين، يوم 22 ماي 2025، أمسية خيرية بمدينة كان الفرنسية، تزامناً مع فعاليات مهرجان كان السينمائي، وذلك في خطوة رمزية لا تحتفي فقط بعام إضافي في الحياة، بل تُخلّد ثلاثة عقود من النضال الإنساني الذي يقوده الدكتور سعيد الجناني، لإنقاذ حياة الأطفال المصابين بأمراض القلب الخلقية عبر جمعية “الأعمال الصالحة للقلب”.

ماني نوردين، الذي اختار أن يحوّل احتفاله إلى منصة للتبرع، دعا أصدقاءه وشركاءه وعائلته إلى دعم الجمعية بدل تقديم الهدايا الشخصية، في مبادرة تعبّر عن التزامه العميق بقيم التضامن والعمل الخيري. وقد تزامن هذا الحدث مع الذكرى الثلاثين لتأسيس جمعية “الأعمال الصالحة للقلب”، التي تأسست سنة 1995 على يد الدكتور الجناني، أحد أبرز أطباء القلب للأطفال في المغرب، والذي كرس حياته لرعاية الأطفال المصابين بتشوهات قلبية خلقية، خصوصاً من الأسر المعوزة.

الجمعية، التي تحظى بالرعاية السامية لصاحبة السمو الملكي الأميرة لالة مريم منذ سنة 1999، حققت إنجازات بارزة بفضل تبرعات الأفراد والمؤسسات، حيث تمكنت من إنقاذ حياة أكثر من 10 آلاف طفل، سواء داخل المغرب أو خارجه. كما شهدت سنة 2004 افتتاح مركز طبي متخصص دُشّن من طرف جلالة الملك محمد السادس، إثر حملة تبرعات وطنية واسعة عبر التيلطون.

الدكتور الجناني، الذي فقد زوجته واثنين من أطفاله، حوّل معاناته الشخصية إلى طاقة أمل مستدامة، وكرّس سنوات عمره لمدّ يد العون لأسر محرومة، من خلال توفير الرعاية الطبية المجانية وتخفيف العبء المالي والنفسي عنها. رسالته، كما يردد، تتلخص في “إعادة الأمل والكرامة لكل طفل وعائلة”.

العلاقة التي تربط ماني نوردين بالجمعية تعود إلى سنة 2019، حين علم بقصة الطفلة “سُجى”، التي لم تتجاوز الأربعين يوماً، وكانت بحاجة ماسة لعملية قلب مفتوح. تفاعل ماني الفوري مع نداء الدكتور الجناني غيّر مجرى حياة سُجى، التي تعافت وتبلغ اليوم أربع سنوات ونصف، تتابع دراستها وتعيش حياة طبيعية. يقول ماني عنها: “أعتبرها ابنتي الثالثة. لقد علمتني المعنى الحقيقي لإنقاذ حياة إنسان”.

منذ تلك اللحظة، أصبح ماني نوردين أحد الداعمين الرئيسيين للجمعية، وسبق أن نظم حملة تبرعات في الرباط سنة 2020 مكّنت من تمويل عمليات جراحية ناجحة لفائدة 30 طفلاً. واليوم، يواصل التزامه بتنظيم حملة جديدة خلال احتفاله الخمسين، واضعاً نصب عينيه أهدافاً ملموسة، منها:

تمويل عمليات جراحية حيوية للأطفال غير المستفيدين من التغطية الصحية؛

تغطية المصاريف المتبقية للأطفال المسجلين في صندوق الضمان الاجتماعي CNSS؛

دعم مشروع بناء مركز صحي مرجعي غير ربحي؛

إنشاء فضاء للإيواء مخصص لأولياء الأطفال المرضى القادمين من مناطق بعيدة.

الحدث الخيري شهد حضور عدد محدود ومختار من الضيوف، حيث تم تشجيع كل مشارك على التبرع بمبلغ لا يقل عن 20 دولاراً، في مبادرة إنسانية تستهدف خلق تأثير مباشر ومستدام.

بين عامي 2023 و2024 فقط، وعلى الرغم من التحديات، تمكنت الجمعية من إجراء أكثر من 500 عملية جراحية ناجحة، بمعدل 20 طفلاً شهرياً. العديد من هؤلاء الأطفال كانوا في وضعيات هشة، وبعضهم تحول اليوم إلى أطباء أو أساتذة أو مقاولين، في تجسيد ملموس لما يمكن أن تصنعه يد العطاء.

في كلمات مؤثرة، لخص الدكتور سعيد الجناني فلسفة هذا النضال قائلاً: “معركتنا هي أن نهب كل طفل قلباً سليماً، حياةً كريمة، ومستقبلاً مليئاً بالأمل”.

هذا الحدث الإنساني، الذي يجمع بين الفن والعمل الخيري والتضامن الدولي، يسلّط الضوء على أهمية دعم مبادرات الرعاية الصحية للأطفال، ويؤكد أن الحياة تحتفل بمن يمنحونها للآخرين.

 

 

 

شاهد أيضاً

اختتام المؤتمر العالمي للتصوف بفاس بتوصيات تدعو للسلام العالمي وتأسيس اتحاد دولي لأهل التربية والسلوك

اختتمت بمدينة فاس، يومي 12 و13 غشت 2025، أشغال الدورة الخامسة للمؤتمر العالمي للتصوف، المنظم …