تواصل شركة إبسون (Epson) تنفيذ رؤيتها الطموحة نحو تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، من خلال سلسلة من المبادرات التي تستهدف تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة في مختلف مراحل نشاطها، سواء في عمليات الإنتاج أو في قطاع اللوجستيك. ويأتي ذلك انسجامًا مع التزامها بحماية البيئة وتبني نموذج أكثر استدامة في النقل والتوزيع الدولي.
وفي بلاغ لها توصل موقع “المستقبل24” بنسخة منه، كشفت شركة إبسون أنها، في ظل اعتمادها الكبير على النقل البحري لتوزيع منتجاتها على الأسواق العالمية، جعلت من تقليص الأثر البيئي للشحن البحري إحدى أولوياتها الرئيسية، وهو ما يشكل تحديا كبيرا بالنسبة لها، غير أنها تعمل على التغلب عليه عبر حلول عملية ومبتكرة. ويقول مسؤولو إبسون في هذا الصدد: «نريد تسليم منتجاتنا إلى عملائنا دون الإضرار بالبيئة»، مؤكدة التزامها الواضح نحو إزالة الكربون من قطاع اللوجستيك.
ولتحقيق هذا الهدف، يقول البلاغ، شرعت الشركة في تخفيض تكرار الشحنات عبر رفع كفاءة عمليات النقل البحري. فقد استبدلت تدريجيا الحاويات التقليدية بحاويات كبيرة الحجم «High Cube» بالتعاون مع فرق العمل في المستودعات وشركاء التوزيع، وهو ما أتاح زيادة في القدرة الاستيعابية بنحو 12% بفضل ارتفاع هذه الحاويات بمقدار 30 سنتيمترا مقارنة بالحاويات القياسية. وفي الوقت نفسه، واصلت إبسون تحسين تعبئة الحاويات من خلال تصغير حجم المنتجات، وتحسين الجمع بين المواد المنقولة، واستخدام منصات شحن من الورق المقوى أكثر خفة وقابلية للتعديل، ما أدى إلى زيادة إضافية بنسبة 14.3% في سعة الشحن لكل حاوية.
وأضاف البلاغ أنه، في ما يتعلق بمسارات الشحن، اعتبرت الشركة أن تحسين طرق النقل يشكل ركيزة أساسية لتقليص الانبعاثات. وبناء على ذلك، أعادت إبسون تنظيم بعض خطوطها البحرية بفتح خط شحن منتظم جديد نحو قواعدها في أمريكا الشمالية. ففي السابق، كانت المنتجات الموجهة إلى القارة تشحن بحرا من جنوب شرق آسيا إلى ميناء لونغ بيتش بولاية كاليفورنيا على الساحل الغربي للولايات المتحدة، قبل أن تنقل بالقطارات التي تعمل بالديزل ووسائل أخرى إلى مستودعات في ولاية إنديانا بالوسط الشرقي لأمريكا الشمالية. أما الآن، ومع اعتماد المسار الجديد، يتم تفريغ الشحنات القادمة من جنوب شرق آسيا على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، ثم نقلها برًا إلى مستودعات إنديانا. ورغم أن المسافة البحرية أطول مقارنة بالمسار التقليدي، إلا أن هذا الخيار يحد بشكل كبير من النقل البري بالقطارات، ويساهم في تقليل الانبعاثات بنحو 320 طنًا من الغازات الدفيئة.
وكان هذا المسار في الأصل مدرجا ضمن خطط استمرارية الأعمال في حال وقوع كوارث، غير أن الشركة قررت دمجه ضمن عملياتها العادية، بما يحقق هدفين في آن واحد: ضمان استمرارية النشاط والحد من الأثر البيئي. كما يتوقع أن يسهم هذا التغيير في توزيع المخاطر المرتبطة بتأخر أو توقف إمدادات المنتجات، نتيجة التغيرات التي يشهدها النقل الدولي مثل ازدحام الموانئ.
وأكدت الشركة أنها رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها في وضع هذا المسار الجديد، من حيث إيجاد التوازن بين المسافة والوقت والربط بالموانئ المختلفة، فقد نجحت من خلال التنسيق الوثيق مع شركات النقل في تعديل الجداول الزمنية والتكاليف، وحشد مختلف الأطراف حول هدف مشترك يتمثل في تحقيق نقل أكثر استقرارًا وكفاءة وأقل أثرًا بيئيًا.
وفي إطار تعزيز جهودها نحو لوجستيك مستدام، أطلقت إبسون سنة 2024 مبادرة جديدة تتمثل في استخدام خدمات الشحن البحري العاملة بوقود بديل مثل البيوديزل والميثانول الأخضر، وهي بدائل أقل تلويثًا من الوقود الثقيل التقليدي. ويسمح هذا الخيار بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة تصل إلى 84% على بعض المسارات. وبفضل هذه الخطوة، تمكنت الشركة من تقليل انبعاثاتها بنحو 220 طنًا سنة 2024 عند نقل 100 حاوية طولها 40 قدمًا من الفلبين، مقارنة بالنقل البحري التقليدي. وتؤكد إبسون أنها ستواصل هذه الجهود لإبراز الطلب المتزايد على هذا النوع من الخدمات الصديقة للبيئة.
وترى الشركة أن تقليص الانبعاثات المرتبطة بالنقل البحري يمثل عنصرًا أساسيًا في الانتقال نحو لوجستيك منخفض الكربون. ومن خلال تحسين كفاءة الشحن وتقليص عدد الرحلات وتحسين طرق النقل واعتماد الوقود البديل، تسعى إبسون إلى المساهمة في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتعزيز استدامة قطاع اللوجستيك على المدى الطويل.
وتؤكد إبسون أنها تعمل اليوم من أجل مستقبل مستدام، بإعادة التفكير في جميع مراحل نشاطها من الإنتاج إلى التسليم، بهدف تحقيق أقل أثر ممكن على البيئة، ومواصلة جهودها لتحقيق هذا الهدف الطموح بحلول عام 2050.