أخبار عاجلة

مايكروسوفت تحذر من تزايد خطورة الهجمات السيبرانية في إفريقيا: وكلاء الذكاء الاصطناعي، التزييف العميق والتوأم الرقمي تهدد المغرب والمنطقة

كشفت شركة مايكروسوفت في 12 نوفمبر 2025 عن تقريرها للأمن الرقمي لعام 2025، مسلطا الضوء على تزايد خطورة الهجمات السيبرانية في إفريقيا، مع تركيز خاص على شمال القارة والمغرب.

وفي بلاغ لها توصل موقع المستقبل24 بنسخة منه، قدمت مايكروسوفت رؤية شاملة حول المشهد العالمي للتهديدات السيبرانية، ويستند إلى رصد يومي لأكثر من 100 تريليون إشارة أمنية. ويبرز التقرير توسع سيطرة المجرمين السيبرانيين، واستغلالهم المتزايد لوكلاء الذكاء الاصطناعي، والتزييف العميق، والتوأم الرقمي لاستهداف القطاعات الحيوية، بما في ذلك الهيئات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات غير الحكومية ومراكز البحث والبنية الأساسية الحيوية.

وأشار التقرير إلى أن الجهات الفاعلة من الدول القومية، خصوصا الصين، تتصدر قائمة المخترقين في شمال إفريقيا، مع تركيز عملياتها على التجسس والتأثير. وفي المغرب، سجلت المؤسسات العامة والخاصة أكثر من 12.6 مليون هجوم إلكتروني خلال عام 2024، بما يجعل البلاد من بين أكثر أهداف الهجمات السيبرانية كثافة في إفريقيا، مع 26 حادثة مرتبطة بجهات دولية بين يوليو 2024 ويونيو 2025.

وأكد التقرير أن الاعتماد المتزايد على الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي أدى إلى اتساع نطاق الهجمات، بما في ذلك سرقة بيانات الاعتماد وبرامج الفدية، في حين يبقى الخطأ البشري العامل الأكبر للتهديد، إذ تشير 52% من الشركات المغربية إلى أن وعي الموظفين يمثل تحديا رئيسيا.

وقالت السيدة سليمة اعميرة، المدير الإقليمي لمايكروسوفت في المغرب: “لم تعد إفريقيا مجرد هدف للهجمات، بل أصبحت مركزًا عالميًا لاختبار أخطر الهجمات السيبرانية، حيث يستخدم المهاجمون الذكاء الاصطناعي لتوليد رسائل تصيد احتيالي مخصصة للبيئة الإفريقية، وانتحال شخصيات مصادر موثوق بها، واستغلال المنصات الرقمية المعتمدة”. وأضافت أن العديد من هذه الأساليب الجديدة يتم اختبارها لأول مرة في القارة، مما يجعل الهجمات أكثر تطورًا وذكاءً.

وأوضح التقرير أن 80% من الهجمات التي رصدتها فرق الأمن كانت تهدف إلى سرقة المعلومات، وهو ما يعكس الدافع المالي كمحرك رئيسي، فيما تضاعفت الخسائر المادية الناجمة عن الجرائم السيبرانية من 192 مليون دولار في 2024 إلى 484 مليون دولار في 2025، وارتفع عدد الضحايا من 35,000 إلى 87,000.

كما سلط التقرير الضوء على تطور الأساليب الإجرامية، إذ باتت هجمات اختراق البريد الإلكتروني التجاري (BEC) الأكثر تكلفة رغم تمثيلها 2% من إجمالي التهديدات، محققة 21% من الهجمات الناجحة، متفوقة على هجمات الفدية. وتعتمد هذه الهجمات على التصيد الاحتيالي، تخمين كلمات المرور، تعطيل المصادقة متعددة العوامل، والسيطرة على المحادثات الإلكترونية.

وأشار التقرير إلى أن المخترقين يميلون إلى هجمات متعددة المراحل، تمزج بين الثغرات التقنية والهندسة الاجتماعية وإساءة استخدام البنية التحتية، مع أساليب مثل ClickFix وانتحال الشخصيات عبر منصات Microsoft Teams، مما يمكنهم من تجاوز وسائل الحماية التقليدية. ويصبح الذكاء الاصطناعي العامل الأسرع تأثيرًا في عالم التهديدات السيبرانية، حيث يمكن أن تضاعف حملات الاحتيال المدعومة بالذكاء الاصطناعي أرباح المخترقين حتى 50 ضعفًا، مع معدل نقرات يصل إلى 54%، أي أعلى بنحو 4.5 أضعاف من الهجمات التقليدية.

كما أظهر التقرير تزايد استخدام الهويات المزيفة، والتزييف العميق، والتوأم الرقمي في تجاوز أنظمة التحقق من الهوية، واستغلال فترات التجربة المجانية للخدمات، وتنفيذ هجمات من بيئات تشغيل مؤقتة، بنسبة ارتفاع بلغت 195% عالميًا.

وشددت اعميرة على أن المخاطر الإلكترونية ليست مجرد قضايا تقنية، بل تهدد استمرارية الأعمال، وأن الثقة وحدها لم تعد كافية، إذ يمكن للبرامج والأدوات اليومية أن تتحول إلى ثغرات قاتلة. وأضافت: “باستثمار إفريقيا في استراتيجيات أمنية متكاملة وتوظيف الذكاء الاصطناعي، يمكنها التحول إلى جبهة عالمية متقدمة في مواجهة التهديدات الرقمية وبناء منظومات رقمية أقوى وأكثر صلابة”.

وتسهم مبادرة مايكروسوفت للمستقبل الآمن في تعزيز مرونة المؤسسات الإفريقية في مواجهة التهديدات الجديدة، من خلال إعادة تصميم منتجاتها وخدماتها لضمان أعلى درجات الأمان، وتطبيق تمارين أمنية ومؤشرات أداء، وتدريب فرق العمل على مهام متعددة لتعزيز القدرة على الصمود أمام الهجمات السيبرانية المعقدة.

شاهد أيضاً

إنوي تطلق شبكة الجيل الخامس 5G في المغرب وتفتح عهدا جديدا للاتصال والابتكار

أطلق الفاعل الشامل في الاتصالات إنوي (inwi) شبكة الجيل الخامس 5G في المغرب، في خطوة …