في حادثة هزت الأوساط الإعلامية والجاليات العربية في أوكرانيا، فجعت عائلة مغربية مقيمة في مدينة ترنوبل (Ternopil)، غربي أوكرانيا، بفقدان الأم وطفليها في هجوم روسي مدمر استهدف مبنى سكنيا في المدينة بتاريخ 19 نوفمبر. القصة المأساوية لـ كمال الأخضر، الأب الذي نجا بأعجوبة، أثارت تعاطفا واسعا، خاصة بعد أن ظل ثلاثة أيام متواصلة ينتظر أمام ركام المنزل المدمر.
الضحايا هم ماريا بالاكنيوك، الزوجة الأوكرانية، وطفلاها كاميلا الأخضر (6 سنوات)، ونزار الأخضر (سنة ونصف). وقد عثر على جثثهم المؤسفة في 21 نوفمبر بعد جهود مضنية لفرق الإنقاذ. الحادث كان جزءا من الهجوم الذي أودى بحياة 34 شخصا، بينهم ستة أطفال، وإصابة نحو مائة آخرين في المدينة.
وفقا لشهادة كمال، التي نقلها الفاعل الجمعوي بأوكرانيا، الوعدودي عبد السلام، فإن الانفجار كان قويا للغاية. نجا كمال بأعجوبة لأنه كان يتواجد في الغرفة المجاورة للغرفة التي كانت فيها زوجته وأطفاله، وهي الغرفة الوحيدة التي لم تدمر بالكامل في الشقة. سرد كمال اللحظات الأخيرة التي عاشها مع عائلته قبل القصف، وهي تفاصيل موجعة تزيد من هول الفاجعة.

الراحلة ماريا بالاكنيوك كانت تعمل كـ صيدلانية في شارع كييفسكا بترنوبل. وقد نعتها زميلاتها وزملائها بكلمات مؤثرة، واصفين إياها بـ شخصية ذكية ولطيفة وحساسة للغاية، ومشددين على احترافيتها وحبها لعملها ومساعدتها اليومية للمرضى بابتسامة صادقة وحرارة.
في سياق الدعم والمساندة، سارعت السفارة المغربية في كييف للتواصل مع كمال لتقديم المساعدات اللازمة له في هذه الظروف العصيبة، في حين أكملت السلطات المحلية عمليات البحث والإنقاذ في موقع الحادث. هذه المأساة تعيد تسليط الضوء على ضحايا الحرب في أوكرانيا من المدنيين، وعلى وجه الخصوص الجالية المغربية والعربية التي تتأثر بشكل مباشر بتصعيد القصف.
المستقبل 24 جريدة إلكترونية مغربية أخبار متنوعة