أفادت أحدث دراسة أجرتها كوليرز إنترناشيونال بأن قيمة سوق التلقيح الصناعي العالمي حاليًا تُقدّر ما بين 10 و12 مليار دولار، بينما يبلغ حجم سوق التلقيح الصناعي بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا حاليًا نحو مليار دولار، ما يشير إلى ارتفاع الطلب على التلقيح الصناعي والعلاجات ذات الصلة في المنطقة.
وكشفت الأرقام المنشورة في تقرير جديد بعنوان “التلقيح الصناعي (IVF) والعقم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” أنه مقارنةً بانتشار العقم بنسبة 10% على مستوى العالم، تصل نسبة العقم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 15% أو أعلى، مع تفاقُم مشكلة عقم الرجال التي تصيب حوالي 50% من الحالات بمنطقتَي الخليج والشرق الأوسط، ويعود ذلك إلى أسلوب الحياة بصفة عامة إلى جانب مرض السكري والسِمنة وعوامل وراثية ذات صلة، حيث تُعتبر معدّلات الإصابة بمرض السكري والسِمنة في دول الخليج من الأعلى على مستوى العالم.
في سياق متّصل، أكّد تقرير السوق من ميدلاب، الذي صدر قبل انطلاق فعاليات معرض “ميدلاب 2019” الذي يقام في الفترة الممتدة ما بين 4 إلى 7 فبراير في مركز دبي التجاري العالمي، أنه بالرغم من زيادة عدد السكان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أكثر من 100 مليون نسمة في عام 1950 إلى 380 مليون نسمة في عام 2017 والذي من المتوقّع أن يزيد إلى 700 مليون نسمة بحلول عام 2050، إلا أن معدّلات الخصوبة بصفة عامة قد انخفضت من سبعة أطفال لكل سيدة في عام 1960 إلى ثلاثة فقط في عام 2017.
ويقدّم البحث تحليلاً تفصيليًا لمعدّلات الخصوبة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويتناول السبب في استمرار الطلب على التلقيح الصناعي في المنطقة، لا سيما في دول الخليج، على الرغم من الارتفاع العام في معدّلات نمو السكان.
وفي تعليقٍ على بعض الأفكار الرئيسية حول مجال التلقيح الصناعي بالإمارات، قال منصور أحمد، المدير المسؤول عن الرعاية الصحية والتعليم والشراكات بين القطاعين العام والخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشركة كوليرز إنترناشيونال: “يشهد التلقيح الصناعي إقبالاً ليس فقط على المستوى المحلي، إنما هو أحد العلاجات الرائدة التي تشهد إقبال طالبي السياحة العلاجية في الإمارات، لا سيما في دبي. واستنادًا إلى مناقشات كوليرز مع أبرز الجهات المشغّلة، وجدنا أن السياحة العلاجية تحظى بنسبة 10% إلى 15% من حجم مرضى التلقيح الصناعي”.
ووفقًا للتقرير، أدت الابتكارات الجديدة جنبًا إلى جنب مع أساليب الاختبار المحسّنة إلى تغيير تدريجي في نماذج التكنولوجيا المساعِدة على الإنجاب. وتحديدًا من خلال زيادة التركيز على الفحص السابق للزواج في حالة زواج الأقارب وتطوير اختبارات وراثية جديدة لفحص الأجنة تتحسّن فرصة الحد من أمراض وراثية معيّنة شائعة في هذه المنطقة.
من جانبها قالت الدكتورة لورا ميلادو، أخصائية النساء والتوليد والتلقيح الصناعي من “أي في أي ميديل إيست فيرتيليتي كلينيك” بأبوظبي في الإمارات، التي ستلقي محاضرةً في مؤتمر علم الوراثة الخلوية والتلقيح الصناعي الذي سيُعقد في إطار فعاليات ميدلاب 2019، “يساعد اختبار التوافق الجيني (CGT) في تحديد مخاطر إصابة الطفل بمرض وراثي. يمكن أن يكون أي شخص حاملاً لطفرة جينية متنحية أو أكثر دون أن يدري، لكن تزيد احتمالات تشابه جينات الأزواج في بعض الحالات. وعندئذٍ، يمكن إجراء اختبار جيني سابق للزرع (PGD) للأجنّة كجزء من علاج الخصوبة لمساعدة الأزواج على إنجاب أطفال أصحّاء”.
سيستقبل معرض ومؤتمر ميدلاب 2019 من تنظيم إنفورما إكزيبيشنز ما يزيد على 19,600 متخصّص في مجال المختبرات الطبية وأكثر من 670 عارضًا من 46 بلدًا في مساعٍ لتطوير قيمة طب المختبرات في رسم ملامح مستقبل الرعاية الصحية وتوفير أساليب متطورة يمكن تنفيذها في المختبرات الطبية للنهوض بالصحة.