تعقد “محطة أولاد موغادور”OMMA” الدورة الثالثة لتظاهرتها التي تتمحور حول المهن الموسيقية والمخصصة حصريا للفرق الموسيقية الشابة. وتهدف المبادرة أساسا إلى تحفيز المواهب الشابة على الإبداع، ومساعدتهم على تحسين مستواهم في مجال الموسيقي.
وكشفت الجهة المنظمة، في بلاغ لها توصل موقع “المستقبل” بنسخة منه، أن “OMMA”، التي رأت النور في 2015، تركز على توفير تكوين في المهن الموسيقية لشباب الصويرة والجهة، وبالتالي تمكينهم من خبرة أعمق ووضوح أكبر في الرؤية.
وأوضحت أن نشاط “OMMA” يتمحور حول ثلاث مراحل: انتقاء المجموعات الموسيقية، التكوين في مجال المهن الموسيقية من خلال ورشات يشرف عليها مهنيون، وأخيرا تسجيل أغنية وتنظيم حفلات.
دعوة إلى الشباب
مكن طلب الترشيحات، الذي أطلق في أكتوبر الماضي، من جمع حوالي عشرة ملفات. والجديد في هذه الدورة الثالثة أن طلب الترشيحات شمل كل الجهة وتجاوز إطار مدينة الصويرة. وقد أغنت ترشيحات من مراكش، أكادير، وحتى تارودانت هذه الدورة ووسعت من إمكانية الانتقاء. واعتمدت لجنة التحكيم، المكونة من مجموعة من المهنيين الموسيقيين، على عدة معايير في الاختيار منها: أصالة المجموعات، جودة الإنتاج، المستوى الفني، وكذا مستوى الأداء على الخشبة. وقد تم انتقاء ثلاثة مجموعات للمشاركة في هذه الدورة الثالثة.
في صنف “الهيب هوب”، أقنعت مجموعة “M-Top” لجنة التحكيم. ويتوفر مغني الراب أيوب السويسي، المنحدر من الصويرة، على تجربة في المجال. وأخذته تجربته منذ 2008 إلى المشاركة في حفلات بعدة مدن مغربية، وتقاسم الخشبة مع أسماء كبيرة مثل “Gnawa Diffusion” خلال دورة 2017 لمهرجان “كناوة وموسيقى العالم” بالصويرة.
في صنف الـ”fusion”، فازت مجموعة “Vala Wind”. ويعتمد الموسيقيون الستة لهذه الفرقة، الذين ينحدرون من تارودانت المزج بين مختلف الأصناف: الدقة الرودانية، الملحون، الموسيقى الأمازيغية، الريغي، الروك، الجاز… وتدين المجموعة باسمها إلى الاسم الذي أطلقه الرومان على مدينة تارودانت، أي “فالا”. وقد أصدروا أول ألبوم لهم في 2016 تحت عنوان “Vala Wind”.
المجموعة الثالثة التي وقع عليها الاختيار تنتمي إلى مدينة “أكادير” وتدعى “ZegroBand”. ويستلهم الأعضاء السبعة لهذه المجموعة، التي تم إنشاؤها في 2013، موسيقاهم من ثقافة مدينتهم وإرثها الموسيقي، ويضفون عليها الطابع العصري بفضل الإيقاعات الحديثة. هدفهم الوصول إلى الجمهور، بكل أعماره، من خلال إحياء إيقاعات إرثنا الموسيقي.وتشارك مجموعة “Zegro Band” بانتظام في المهرجانات منذ 2013.
تقاسم حب الموسيقى والمهن الموسيقية
إن مبادرة “OMMA” هي قبل كل شيء رغبة في المشاطرة والتقاسم. وطيلة أسبوع كامل، من 20 إلى 27 فبراير، سينشط حوالي 10 مهنيين ورشات لتمكين المجموعات الثلاث التي تم انتقاؤها من أفضل تكوين ممكن في مجالات متنوعة:التلحين، الكتابة، السينوغرافيا، التسجييل، التواصل، حقوق التأليف، الجانب التقني، مرحلة ما قبل الإنتاج… باختصار سيتلقون تكوينا في أهم جوانب مهنة الموسيقي على يد مهنيين في القطاع.
بعد نهاية هذه الإقامة الفنية، ستسجل كل من الفرق أغنية، ثم بعد ذلك ستشارك في حفل لمعلم كناوي بالدار البيضاء والرباط: 28 فبراير مع عبد النبي الكداري، بسينما “لا رونيسون” بالرباط؛ ومع مصطفى باقبو في فاتح مارس بقاعة “backstage” بالدار البيضاء، و2 مارس مع عبد السلام عليكان بـ”Boutlek” بالدار البيضاء.
“OMMA”.. إرادات مشتركة
انبثقت “محطة أولاد موغادور” (OMMA) من “مهرجان كناوة وموسيقى العالم” الذي تنتجه وتنظمه وكالة “A3 Communication”، وتندرج في إطار السعي إلى تثمين الثقافة الموسيقية بالمغرب. واستعان المهرجان بأشهر الفاعلين الثقافيين بالمغرب، ذوي الخبرة في مجال التنمية الثقافية للشباب المغربي.
ووعيا منه بأهمية التعبئة العامة التي تستدعي العديد من الإرادات، اختار مشروع “أوما” الاعتماد على دعم شركائه حتى ينهض بمهمته على أحسن وجه، ويرفع التحديات التي حددتها “مبادرة أولاد موغادور للموسيقى”: دعم المواهب الواعدة !
لهذه الغاية تم إبرام شراكات مع ثلاثة فاعلين ثقافيين يتوفرون على بنى تحتية: جمعية التربية الفنية والثقافية “البولفارت”(boutlek)، “مؤسسة عبد العزيز وثريا التازي” (L’Uzine) و”مؤسسة هبة”. ويضع هؤلاء الشركاء جميعا خبراتهم وبناهم التحتية وفرقهم وحرفيتهم، رهن الإشارة لمواكبة المواهب الوطنية الشابة، كما يتقاسمون معهم معارفهم وخبراتهم.
كذلك يحظى هذا المشروع الفني بدعم جمعية “يرمى كناوة”، التي تشارك في تنظيم “مهرجان كناوة وموسيقى العالم”، والتي تناضل منذ إنشائها من أجل حقوق الفنانين.