أخبار عاجلة

مدينة فاس حيث سحر الحضارة وعبق التاريخ

لطالما ترددت على مسامعنا هذه العبارة “فاس والكل في فاس”، لكن ما قد لايعرفه البعض أنها في الأصل بيت شعري من قصيدة “دمليج” للمرحوم الشيخ محمد المدغري المعروف ب “التهامي الفلوس”، إذ يجول بنا الشاعر من خلال قصيدته تلك في أزقة ودروب فاس العتيقة، أثناء بحثه عن “الدمليج” عربون عشقه ل”زهيرو”. نحن أيضا في هذا المقال سنجوب بكم في فاس، حيث كل مظاهر الجمال مجتمعة.

فاس والطبيعة الخلابة التي يفوح منها عبق التاريخ

تقع فاس على سفح جبل “زلاخ”، وعلى مشارف هضبة “سايس” في الشمال الشرقي للمغرب، محاطة بالتلال والغابات من كل جانب، لتشكل لوحة فنية طبيعية غاية في الحسن والجمال، كما تتمتع بالعمارة المغربية الأصيلة التي لم يمسها أي تدخُل معماري حديث، بالإضافة إلى الشوارع الضيقة تتميز المدينة بِفن الفسيفساء والمداخل المُقوّسة والأعمال الحديدية الجميلة، ناهيك عن إرث تاريخي غني، حيث يُمكن زيارة الآثار الرومانية التي تعود للعصور الوسطى، بالإضافة إلى أنقاض إمبراطورية تعود للقرن الثالث.

معالم فاس التاريخية

فيما يلي نستعرض لكم أهم المعالم السياحية في المدينة:

جامع القرويين: يقع في المدينة القديمة لفاس ويعتبر ثاني أكبر مسجد في البلاد، وأكبر المراكز الدينية بشمال إفريقيا، تمكن من لعب دور رائد على المستوى الديني والثقافي والفكري، وذلك لاحتضانه جامعة تحولت إلى مركز للإشعاع الثقافي ومنبر للحضارة العربية، يعود تاريخ بنائه إلى 857 للميلاد من طرف فاطمة الفهرية.

برج الشمال: واحد من أعتق معالم فاس، يعود تاريخ بنائه إلى عهد الدولة السعدية، حيث أمر ببنائه السلطان أحمد المنصور في أواخر عام 1582 ميلادي، لأغراض عسكرية دفاعية، حاليا تعرض فيه الأسلحة التقليدية القديمة، ويتميز بتصاميمه المستوحاة من فنون القلاع البرتغالية.

مدرسة العطارين: تقع شمال جامع القرويين، تم تشييدها في عهد السلطان المريني أبو سعيد عثمان في أوائل القرن 13، تتميز بزخارفها البديعة الغنية وبمنحوتات الأحجار والفسيفساء والمنحوتات الخشبية الشيء الذي يجعل منها تحفة عمرانية نادرة.

قصر عديل: منزل عريق له صيت عالمي يوجد تحديدا في درب واد الرشاشة، شيده عبد الخالق عديل أواخر القرن 17 م وهو أحد تجار المدينة الذي عينه السلطان مولاي عبد الله حاكما عليها. يتميز المنزل بعمارته المتفردة وهندسته المميزة ذات الطابع الأندلسي.

الصناعة التقليدية

بالإضافة إلى معالمها التاريخية تزخر فاس بكثير من المنتجات التقليدية المتنوعة، خاصة المصنوعة من الجلد، مثل الأحذية الجلدية المغربية، التي يطلق عليها «الشربيل» وهو حذاء للمرأة، أو «البلغة» للرجل، وهناك أيضا الأواني المعدنية المطلية بالفضة أو النحاس، مثل الصواني وأباريق الشاي والفوانيس، ومنتجات أخرى بلا حصر.

المطبخ الفاسي

إن كنت محبا للمطبخ المغربي فمدينة فاس انسب مكان لتذوق أشهى الأكلات، حيث يتفنون الفاسيون في صنع أكلة «البسطيلة» المغربية الشهيرة، والتي يتم حشوها سواء بالدجاج أو الحمام بالإضافة إلى اللوز، وتجمع البسطيلة بين المذاق المالح والحلو، من الأكل الأخرى التي يشتهر بها المطبخ الفاسي نجد«الخليع»، وهي أكلة عبارة عن لحم مجفف مغمس بالشحم، وعادة ما يقدم في وجبة الإفطار مع البيض.

شاهد أيضاً

الشبري نائبا لرئيس الجمع العام السنوي لإيكوموس في البرازيل

في سابقة في تاريخ إيكوموس-المغرب (المجلس العالمي للمباني التاريخية والمواقع) منذ تأسيسه في 1997، أقدم …