بروكسيل خاص
ادريس بن ابراهيم
بعد نيوزلندا، تحط آلة القتل رحالها في هولندا، حيث أقدم شخص على إطلاق النار وسط قطار الميترو قتل على إثرها شخصا وجرح آخرون، وأعلنت السلطات الهولندية أن العملية هي إرهابية وأن الفاعل تمكن من الهروب، لم تنته العملية هنا بل تفجر عنها غضب شديد من المجتمع الهولندي والمسلم مما خلق رعبا بين الجاليات العربية والمسلمة، خاصة المصلين الذين يتجمعون بكثافة داخل المساجد، وعن هذا قررت السلطات الهولندية إغلاق المساجد في كل من مدينة اوتريخت وروتردام، وقد تغلق المدارس والمحلات التجارية بسبب تهديدات مجهولة من قبل اشخاص، الشيء الذي جعل جميع المدن الهولندية في حالة تأهب قصوى.
وللتذكير، فقد توجهت مصالح الأمن المختصة الى بعض المنازل المشكوك فيها إثر توصلهم بمعلومات تفيد أن هناك أمر له علاقة بالعمل الإرهابي، ولازالت الأمور خارج السيطرة بسبب عدم اعتقال الشخص الذي ارتكب العملية، والرسائل المجهولة التي تتوصل بها السلطات الهولندية من حين لآخر حول القيام برد فعل انتقامي أو إرهابي.
ولابد من التذكير إلى أنه حدثت مواجهات يوم أول أمس السبت بساحة الدام بأمستردام بين متظاهرين مسلمين ومواطنين إسرائيليين تجمهروا احتفالا بمقتل المصلين في نيوزيلاندا في نفس المكان الذي كانت فيه وقفة التنديد بالعملية الارهابية، مما اعتبرته الجاليات العربية والمسلمة استفزازا صارخا بالضحايا والمسلمين في العالم.
ويرى المهتمون بالشأن الأمني والاجتماعي أن هولندا قد تعيد حدث المواجهات بين البيض العنصريين والمسلمين التي حصلت عقب قتل المخرج تيو فانخوخ من طرف المدعو (محمد ب)، فيما يرى آخرون أن بعض الاحزاب العنصرية هي من تدفع بمثل هذا التناحر العدائي الذي يولد البغضاء والكراهية، ويدفع الشباب المنحرف الى الانجذاب للجماعات الإرهابية في أوروبا، وهو الأمر الذي يفرض إعادة الخريطة السياسية الى الوضع السليم بعيدا عن الخطابات الإيديولوجية المعادية للتعايش والسلم، على اعتبار أن المهاجرين كيفما كانت عقيدتهم او جنسيتهم او عرقهم هم مواطنون بقوة الدساتير والقوانين الدولية.