شرعت القاعات السينمائية الوطنية، ابتداء من اليوم الأربعاء 28 فبراير، في عرض الفيلم السينمائي الجديد “المحكور ما كيبكيش” للمخرج فيصل بوليفة، وإنتاج كريم الدباغ، وتوزيع أسماء كريمش، وذلك بعد مشاركته في العديد من المهرجانات الوطنية والعالمية.
ويعتبر الفيلم من الأعمال السينمائية ذات الجرأة في طرح الأحداث، حيث يتناول موضوعا حساسا تعانيه نسبة كبيرة من سكان العالم، وهم الذين يعيشون في ظروف صعبة ويعتمدون على موارد محدودة من محيطهم، ويركز على واقع الطبقة العاملة في المغرب.
يتناول المخرج بوليفة قصة حياة امرأة في منتصف العمر وابنها وهما يجوبان شوارع المغرب محاولين البحث عن فرصة للهروب من الفقر، ويظهر ذلك في تكوين اللقطات التي تبرز كيف يصبح الأمر أكثر صعوبة مع مرور الوقت، حيث يفتقر كل منهما إلى التوجيه ويدركان أن الطموح لا يكفي دائما إذا لم يتمتع الشخص بالمهارات الضرورية لتحقيق الهدف.
تحمل الحبكة في طياتها دراما اجتماعية واقعية ورسالة قوية، وتطرح أسئلة صعبة حول الحياة في عالم مليء بالعدوانية وعدم المساواة الاجتماعية، ويجمع بين لحظات مؤثرة وصادمة تثير تفكير المشاهدين في قضايا هامة ويجعلهم يتأملون في العديد من الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، كما يسلط الضوء على ضرورة فهم ومعالجة هذه القضايا ويشجع المشاهدين على التفكير بعمق حول تأثيرها في حياتنا اليومية.
وقال المخرج فيصل بوليفة، “بالنسبة لي، السينما هي نافذة على الروح الإنسانية، وطريقة لسرد التجارب الإنسانية. كل فيلم أقوم بإخراجه هو استكشاف حميم للعواطف والرغبات والصراعات التي تعيش في قلوب كل إنسان.. أنا أؤمن بشدة أنه في كل لحظة من الحياة اليومية، هناك قصة تروى، وحقيقة يجب الكشف عنها. المحكور ما كيبكيش، هو استكشاف لهذه الحقائق المخفية، ورحلة إلى قلب الروح البشرية حيث المشاعر والأقدار”.
يشار إلى أن فيلم “المحكور ما كيبكيش” (110 دقيقة) تم إنتاجه سنة 2022، وهو من بطولة عائشة التباع، عبد الله الجوجي، انطوان راتينارتز، مصطفى مكافح، سوسان القطبي، عيمة الوداني، وإنتاج مشترك بين المغرب وفرنسا وبلجيكا.
جدير بالذكر ان فيلم “المحكور ما كيبكيش” شارك في المسابقة الرسمية للدورة الثالثة والعشرين للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة في نونبر الماضي، حيث حاز على جائزة لجنة التحكيم، وجائزة السيناريو، وجائزة أول دور نسائي التي عادت لعائشة التباع. كما شارك الفيلم في العديد من المهرجانات العالمية الكبرى، من قبيل البندقية، ولندن وبوردو.