أزاح المجلس الإقليمي للسياحة بإفران الستار عن أهم المشاريع الكبرى المبرمج إنجازها في إطار الاستعداد لكأس العالم 2030، حيث سلط الضوء على الخطوط العريضة التي ستقوم عليها استراتيجية التنمية السياحية بالإقليم.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد عمر جيد، رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بإفران، على أهمية الخطة التي تمت صياغتها من أجل إنشاء إطار تعاقدي وتنسيقي وتشاركي مع مختلف الفاعلين والمتدخلين على المستوى الوطني والجهوي والإقليمي. وقال، خلال ندوة صحافية نظمت على هامش المهرجان الدولي لإفران أول أمس الجمعة 23 غشت الجاري، والتي شكلت مناسبة لإبراز الفرص التي يتيحها اختيار هذه المدينة كموقع “عالمي” في إطار التنظيم المشترك لكأس العالم 2030 بالمغرب: “نهدف إلى إبرام اتفاقيات للتعاون من أجل جلب وتخصيص الدعم اللازم لمساعدتنا على القيام بمهامنا وإنجاز برنامج عملنا الذي يهدف إلى التعريف بالمنتوج السياحي لإقليم إفران وترسيخه كوجهة رائدة للسياحة الإيكولوجية بالمغرب”.
وأوضح رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بإفران أن هذا البرنامج يتمثل على مستوى خمسة أوراش موضوعاتية تتمثل، أولا، في ورش ترویج وتسويق المنتوج السياحي بإفران بعناصره الخمسة التي تتجسد في النشر، الرقمنة، العلاقات العامة، المعارض السياحية، وحملات إعلانية تخص السياحة الداخلية. وثانيا، ورش تنظيم التظاهرات السياحية والفنية والثقافية، وثالثا ورش الرأسمال البشري والتكوين المستمر، ورابعا ورش شركات التعاون العلمي أو المهني ونقل الكفاءات، وخامسا وأخيرا، تنظيم اللقاءات الموضوعاتية الدورية.
وفي معرض حديثه، أثنى رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بإفران على اختيار إقليم إفران كموقع “مونديالي” في إطار التنظيم المشترك لكأس العالم 2030 بالمغرب، وذلك بتخويله استضافة بعض فعاليات هذه التظاهرة الكونية المتمثلة في احتضانه لبعض المعسكرات التدريبية لمختلف المنتخبات المشاركة. وقال: “يتوفر إقليم إفران على مؤهلات طبيعية وثقافية تؤهله لكي يكون من بين أهم الوجهات السياحية بالمغرب، وهذا راجع إلى البنيات التحتية المتطورة التي تتوفر عليها المنطقة، والتي تجعلها سهلة الولوج، حيث بإمكانها بتكامل مع مدينتي مكناس وفاس أن تنافس وتقارن بالوجهات الرائدة بالمملكة”.
واستعرض جيد أهم المؤهلات والمؤشرات السياحية التي يتوفر عليها إقليم إفران، الذي يزخر بفضاء غابوي يمتد على مساحة 116 ألف هكتارا، ضمنها 48 ألف هكتار من الأرز الذي يعتبر تراثا طبيعيا وطنيا. بالإضافة إلى التنوع البيولوجي على المستويين النباتي والحيواني، والموارد المائية والبنيات التحتية الجيدة مما يجعل إفران بوابة للمنتزهات الوطنية وفضاء متميزا للاستقبال السياحي.
وأضاف المتحدث ذاته أن إفران عززت مكانتها كوجهة للسياحة الإيكولوجية والمستدامة، مما جعلها تحتل المرتبة الثانية كأنظف مدينة في العالم بعد مدينة كالغاري بكندا، فضلا عن تميزها بثراء العرض السياحي بوجود أزيد من 60 موقعا جغرافيا وطبيعيا تقترح أنشطة متنوعة بما في ذلك رياضة التزحلق، تسلق الأشجار، الصيد، القنص، رياضة الكولف، رصد الطيور والمعسكرات الرياضية التدريبية وغيرها، فضلا عن مجموعة من البنيات الترفيهية والثقافية كالمتحف الإيكولوجي، مجمع الصناعة التقليدية، متحف الأطلس المتوسط، متحف دار الأرزية، محطة تربية الأسماك براس الماء ونادي الكولف ميشليفن وغيرها.
وبلغة الأرقام كشف رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بإفران أن عدد مؤسسات الإيواء السياحي المصنف بالإقليم بلغ اليوم 75 وحدة مقابل 22 مؤسسة سنة 2010، أي ما يمثل 20% من الطاقة الإيوائية لجهة فاس-، مكناس، وهي توفر طاقة إجمالية تصل إلى 3900 سرير، وتساهم في توفير حوالي 1300 منصب شغل مباشر. كما أن هذه الطاقة الإيوائية، التي تنوع بين الفنادق، الإقامات الفندقية، المآوي والملاجئ، تتمركز 60% منها بمدينة إفران.
فيما بلغ عدد السياح المسجلين بمختلف مؤسسات الإيواء السياحي المصنف سنة 2023، 115 ألف و463 سائحا، أي بارتفاع بنسبة 69% مقارنة بسنة 2022. وبلغ عدد ليالي المبيت 238 ألفا و714 ليلة مبيت، بارتفاع بنسبة 64% مقارنة بسنة 2022.