نفذت حوالي 60 امرأة من ساكنة دوار أمي مباركة بالجماعة القروية للشلالات، صباح أول أمس الاثنين 21 يناير الجاري، مسيرة سلمية على الأرجل نحو عمالة المحمدية، قطعن خلالها حوالي 16 كيلومتر، قبل أن يعترض سبيلهن مجموعة من رجال الدرك الملكي بالشلالات وعين حرودة مدعومين بعناصر من القوات المساعدة، وذلك على مستوى المنطقة المعروفة بالعرجة الفاصلة بين حدود بلدية عين حرودة والمحمدية، حيث دخل معهم مسؤولو الدرك الملكي في حوار، من أجل تسجيل مطالبهن التي دفعت بهن قصد نقلها للجهات المعنية، والتي لخصوها في المطالبة بالحصول على البطاقات الوطنية، بعد حرمان أفراد عائلاتهن من الحصول عليها منذ أزيد من 20 سنة بدون سبب يذكر حسب قولهن، لكن النساء فضلن التوجه نحو مقر عمالة المحمدية من أجل ايصال أصواتهن للمسؤولين.
لكن مصادر من السلطات المحلية، اعتبرت أن أغلب القاطنين بالدوار المذكور هم من سكان دوار نبت كالفطر في منطقة نائية توجد على بعد عدة كيلومترات خلف مطار تيط مليل، بعد قيامهم بشراء بقع أرضية من سيدة تسمى ” أمباركة ” سمي الدوار باسمها، وشيدوا فوقها منازل صفيحية بعضها بنيت فوق أنابيب ضخمة تزود مدينة الدارالبيضاء بالمياه الصالحة للشرب، وكان من عواقب ذلك توقيف مجموعة من المقدمين والشيوخ بقيادة زناتة بسبب غضهم الطرف عن هذه التجاوزات.
لكن بعض الموقوفين من أعوان السلطة كانوا قد صرحوا لموقع “المستقبل” بأنهم مجرد أكباش فداء، لكونهم كانوا يبلغون كل ما يقع بالدوار إلى خليفة قائد كان يزاول مهامه بجماعة الشلالات، لكنه كان يستغل تلك التبليغات لصالحه، ورغم الفظائع التي ارتكبها هذا الخليفة في مجال البناء العشوائي، سواء بجماعة الشلالات أو جماعة بني يخلف حتى أصبح من أثرياء مدينة المحمدية، فقد تم إسناد مهام أكبر من مؤهلاته كتسييره لمقاطعة الميناء أو المقاطعة الرابعة بالمحمدية، الى أن تورط في ملف ابتزاز أحد المخالفين لبناء مسكن الذي رفع ضده شكاية معززة بمجموعة من الحجج والبراهين لوزارة الداخلية والعدل والديوان الملكي ومحكمة المحمدية، حيث تم عزله من منصبه من طرف وزارة الداخلية، قبل حوالي أسبوع من إدانته بتهمة الارتشاء والحكم عليه بسنة سجنا نافدا كما هو الشأن للمشتكي، وتم استئناف الحكم من طرف المشتكي والقائد وهذا الملف مازال يراوح مكانه بمحكمة الاستئناف بالبيضاء بعد تأجيل مناقشته لأزيد من 6 مرات، بسبب عدم توصل المشتكي ومن معه باستدعاءات الحضور لأسباب تبقى غامضة.