أخبار عاجلة

ليلة حاسمة في تاريخ الجزائر، تشبت بترشيح بوتفليقة في ظل تصاعد المظاهرات

في 2013 أصيب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بسكتة في الدماغ ونقل على إثرها للعلاج في فرنسا، وبعد فترة عاد إلى الوطن  بكرسي متحرك.

توقع الجزائريون وغيرهم أن مسألة مغادرة الرئيس لكرسي الرئاسة مسألة وقت، فقد آن لهذا الفارس أن يترجل. واعتقد معظم المراقبين أن مراكز القوى والنفوذ في البلاد بصدد ترتيب خلافة الرجل بطريقة ما، تحت غطاء دستوري وديمقراطي خلال الانتخابات التالية.

وعندما جاء موعد هذه الانتخابات سنة 2014، فوجئ الجميع بترشيح الرئيس المريض لولاية رئاسية رابعة. وأجريت الانتخابات رغم مقاطعة المعارضة لها وأعلن أن بوتفليقة فاز فيها بأكثر من 80% وهو الذي أدلى بصوته وهو على كرسي متحرك.

واستمرت أجنحة النظام في استغلال رمزية الرئيس دون اعتبار للقوى السياسية أو الشارع. فتمت في هذه الولاية تعيينات في مناصب وإقالات لشخصيات بإسم الرئيس الذي لم يعد قادرا حتى على الكلام بوضوح. ودامت هذه الحال حتى أتت الفترة الرئاسية إلى نهايتها.

وفي الوقت الذي ظن الجميع أن تقاعد بوتفليقة هذه المرة بات من البديهيات، بسبب عدم كفاءة الرجل الصحية التي تظهر للجميع، فاجأت القوى المتحكمة في الخفاء الكل وقررت ترشيحه لولاية خامسة.

ومن الطبيعي ألا يستسيغ الجزائريون قبل غيرهم هذه الخطوة، فالرجل الذي جاوز الثمانين من العمر، مقعد ولا يتوفر على أدنى شروط الأهلية للمنصب.

بل طالب البعض، ومنهم شقيقة الرئيس، من باب الإنسانية، برحمة الرجل، وتركه يستريح ويتابع علاجه في هدوء. وتوالت النداءات التي اعتبرت أن هذا الترشيح في حد ذاته هو إساءة لبلد المليون شهيد.

وفي 22 فبراير الماضي اندلعت مظاهرات قوية في مختلف أنحاء البلاد احتجاجا على ترشح بوتفليقة للولاية الخامسة، إن لم يكن من باب المصداقية الدستورية والتداول على السلطة، فعلى الأقل من باب الكفاءة الصحية.ورفع المحتجون شعارات “لا لعهدة خامسة”، و”الشعب يريد إسقاط النظام”، و”سلمية سلمية، و”إكرام الميت دفنه لا ترشيحه”. لكن الموالين للترشيح قالوا بأن الأطباء هم الذين لهم الحق في تقدير أهلية الرئيس الصحية وليس الشعب!

ويوم الجمعة الماضي شهدت الجزائر مظاهرات هي الأضخم منذ سنوات، قدرت مصادر أمنية أن أعدادها الذين خرجوا في العاصمة وحدها بعشرات الآلاف في حين تحدث المنظمون لها وبعض وسائل الإعلام عن خروج مئات الآلاف في مختلف أنحاء الجزائر.

خلال هذا الوقت جرى تنقيل الرئيس إلى سويسرا من أجل العلاج، في خطوة أثارت ريبة بعض المراقبين الذين اعتبروا السفر تهريبا له في ظل احتمال تضهور الأوضاع في البلاد.

ورغم تصاعد وثيرة الاحتجاجات في أنحاء البلاد فإن السلطات مضت قدما في ترشيح الرئيس المريض للولاية الخامسة، حيث أتمت الإجراءات القانونية للترشح بالتصريح عن الممتلكات.

ولحد الآن لم يظهر مرشح منافس جدي لبوتفليقة، حيث تتريث المعارضة وتراقب الوضع الذي اعتبره  البعض سرياليا. أما المترشحون الموجودون، فظهروا أقرب إلى الكومبارس الذين يراد لهم تأثيث المشهد الانتخابي لإضفاء شرعية ما عليه، وقد نالوا من الشباب وابلا من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.

هذه الليلة يتم إغلاق باب الترشيحات، ويترقب الجزائريون تطور الأمور وأياديهم على قلوبهم. فهم يخافون أن تسوء الأمور لا قدر الله، وما تزال في مخيلتهم سنوات الرعب في التسعينات.

فهل تسلم الجرة هذه المرة؟

اقرأ أيضا: النظام الجزائري يقدم أولى التنازلات

شاهد أيضاً

الإمارات للشحن الجوي تطلب شراء 5 طائرات شحن جديدة

أعلنت الإمارات للشحن الجوي، ذراع الشحن التابعة لأكبر ناقلة جوية دولية في العالم، عن طلبية …