احتضنت المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالدار البيضاء يوم السبت 24 أبريل 2025 فعاليات النسخة الأولى من يوم القادة الأفارقة المستقبليين (Africa Future Leaders Day)، الذي نظمته جمعية EPIK LEADERS بشراكة مع المؤسسة، بمشاركة واسعة تجاوزت 400 مشارك من شباب القارة الأفريقية، صناع القرار، ممثلي منظمات دولية، وقادة أعمال.
جاء هذا الحدث البارز في إطار تعزيز التفكير الجماعي حول سبل بناء قيادة شبابية قوية ومؤهلة تقود مستقبل أفريقيا نحو التنمية المستدامة والتمكين الاقتصادي والتحول الرقمي.
يندرج هذا المشروع الطموح ضمن الرؤية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي ترتكز على جعل الشباب الأفريقي محوراً أساسياً للتنمية الشاملة، وتعزيز التعاون جنوب-جنوب، ودعم صعود الكفاءات والطاقات الواعدة عبر القارة. وفي ظل التحولات السريعة التي يعرفها العالم وتعدد التحديات الجديدة، يمثل هذا اللقاء منصة استراتيجية لتعزيز مهارات القيادة وريادة الأعمال لدى الأجيال الصاعدة، مستندا إلى مقاربات حديثة تقوم على الابتكار، الذكاء الاصطناعي، وتبادل الخبرات بين الأجيال.
تميز برنامج Africa Future Leaders Day بمداخلات رفيعة المستوى من ممثلين عن الاتحاد الأفريقي للشباب، مجلس الشباب الأفرو-عربي، الاتحاد الأفريقي للطلبة، إلى جانب أكاديميين ومؤسساتيين بارزين من مختلف أنحاء أفريقيا، كما شهد الحدث تقديم قصص نجاح ملهمة لقادة أعمال أفارقة شكلوا نموذجاً يحتذى به في مجالات القيادة الشبابية وريادة الأعمال في أفريقيا.
وفي خطوة داعمة لمسار التمكين الاقتصادي والابتكار، تم توقيع اتفاقيات شراكة استراتيجية بين المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، جامعة ابن زهر، وشركة “تيكنوبارك”، لدعم منصة EPIK LEADERS، بهدف تمكين الشباب من الوصول إلى برامج ريادة الأعمال والتكنولوجيا الحديثة.
تواصل جمعية EPIK LEADERS تأكيد التزامها بمواكبة تطور الشباب الأفريقي عبر برامج تكوين مبتكرة تزاوج بين الإرشاد القيادي، تطوير المهارات الناعمة (Soft Skills)، وبناء شبكات تواصل قوية مع قادة أفارقة. وتعتمد الجمعية على منهجية تعليمية حديثة ترتكز على الذكاء الاصطناعي والتعلم عبر الممارسة (Learning by Doing)، مما يمنح الشباب فرصة الانفتاح على أسواق وفرص جديدة داخل القارة، ويعزز من جاهزيتهم لقيادة مشاريع ريادية تواكب تحولات العصر.
في هذا السياق، أطلقت EPIK LEADERS بالتعاون مع “تيكنوبارك” شراكة استراتيجية لدعم طلبة الجامعات ورواد الأعمال الشباب، من خلال توفير بيئة حاضنة لمشاريع الابتكار، وتسهيل الوصول إلى التمويل والأسواق، بما يسهم في تعزيز ريادة الأعمال والتنمية في أفريقيا.
وخلال كلمته بالمناسبة، أكد محمود شركاوي، رئيس EPIK LEADERS، أن “مهمتنا هي بناء جيل جديد من القادة الأفارقة القادرين على تحويل مجتمعاتهم عبر اكتساب مهارات متقدمة ورؤية استراتيجية وانفتاح ثقافي”، فيما شدد الدكتور نزار الشارعي، مؤسس الحركة، على أن “الجمعية لا تقتصر على إعداد القادة بل تسعى إلى صناعة عملاء تغيير حقيقيين قادرين على صناعة مستقبل أفضل لأفريقيا”.
وبذلك، يرسخ يوم القادة الأفارقة المستقبليين مكانته كمنصة رائدة لدعم التنمية في أفريقيا، وتعزيز التحول الرقمي والتمكين الاقتصادي، وبناء جيل شاب مؤهل لقيادة قارة واعدة نحو مستقبل أكثر إشراقا.