أخبار عاجلة

في اليوم العالمي للشغل.. جمعية التحدي تطلق حملة وطنية للاعتراف بالعمل المنزلي غير المرئي

بمناسبة اليوم العالمي للشغل، أطلقت جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة – مكتب المغرب، حملة وطنية تهدف إلى الاعتراف بالعمل المنزلي غير المدفوع الأجر الذي تقوم به النساء المغربيات داخل البيوت، والذي يشكل حجر الأساس في تماسك الأسرة والمجتمع، رغم بقائه غير مرئي وغير معترف به اقتصادياً.

وفي كلمتها بالمناسبة، قامت بشرى عبده، المديرة التنفيذية لجمعية التحدي للمساواة والمواطنة، بتقديم بطاقة توصيف رمزية تُبرز مختلف المهام التي تنهض بها النساء داخل المنزل، من رعاية الأطفال إلى التنظيف والطهي والعناية بكبار السن، وهي أدوار تعتبر أساسية للحياة اليومية، لكنها تُؤدى دون مقابل مادي أو اعتراف اجتماعي.

وكشف المشاركون في الندوة التي نظمتها جمعية التحدي للمساواة والمواطنة صباح أمس الأربعاء 30 أبريل 2025 بالدار البيضاء أنه تم تجسيد هذه البطاقة الرمزية على مئزر منزلي يحمل وصفًا تفصيليًا للوظائف التي تؤديها المرأة في بيتها، ليكون أداة بصرية تُترجم نضالًا رمزيًا ضد التهميش. وتمت الإشارة إلى أن أعضاء جمعية التحدي – من نساء ورجال – سيرتدون هذا المئزر خلال مشاركتهم في المسيرة العمالية المنظمة من طرف الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والمنطلقة من حي درب عمر بالدار البيضاء، وذلك بهدف إظهار ما ظل مخفيًا وتوسيع النقاش العمومي حول التفاوت الجندري والعمل غير المؤدى عنه.

وتأتي هذه المبادرة في سياق تعزيز المساواة بين الجنسين والتصدي لأشكال التمييز الجندري التي تعمق الفجوة الاجتماعية. ووفقًا لمعطيات رسمية صادرة عن المندوبية السامية للتخطيط، فإن النساء المغربيات يتحملن أكثر من 90% من الوقت المخصص للأعمال المنزلية، بمعدل يومي يصل إلى خمس ساعات، مقابل 43 دقيقة فقط للرجال. هذا الخلل الزمني يؤثر سلبًا على المسارات المهنية والشخصية للنساء، ويحدّ من فرص تحقيق التمكين الاقتصادي للنساء والمساواة الفعلية بين الجنسين في سوق الشغل.

وشددت بشرى عبده أن هذه الحملة تتجاوز البعد الرمزي، وتشكل دعوة إلى إعادة التفكير في توزيع المهام داخل الأسرة، واعتبار العمل المنزلي غير المدفوع عنصراً بنيوياً في تكريس التفاوت بين النساء والرجال. وأضافت أن الوقت قد حان للاعتراف بهذه المهام، تسميتها، وتوزيعها بشكل أكثر عدالة، لما لها من أثر مباشر على تمكين المرأة اقتصاديًا ومجتمعيًا.

الحملة التي تحمل شعار “شقا الدار ماشي حكرة” تأتي ضمن مشروع ممتد إلى غاية شتنبر 2026، تقوده جمعية التحدي بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وضمن البرنامج الإقليمي Dare to Care، الذي يسعى إلى تفكيك الصور النمطية المرتبطة بالأدوار الجندرية داخل المجتمعات العربية، ودفع الشباب إلى تبني ثقافة المشاركة العادلة في المهام المنزلية. وتشمل الحملة أنشطة ميدانية ورقمية متنوعة: من عروض رياضية ومسرح متنقل، إلى إنتاج محتوى إبداعي بالشراكة مع الشباب، إضافة إلى تطوير تطبيق ذكي يسمح للأسر بقياس حجم العبء المنزلي وتحليل تطوره مع مرور الوقت.

في سياق وطني يتجه نحو إقرار المساواة وتعزيز التمكين النسائي، تذكّر هذه الحملة بأن كل جهد يُبذل داخل البيت يستحق أن يُرى ويُثمّن ويُقاسم بعدالة. إنها دعوة صريحة إلى بناء عقد اجتماعي أكثر عدلاً، يضمن الاعتراف بقيمة العمل المنزلي كشرط ضروري لتحقيق العدالة الجندرية والتنمية المستدامة.

 

شاهد أيضاً

الأمسية القرآنية الكبرى بالدار البيضاء تتوج قارئا من السمارة وسط أجواء روحانية

في أجواء روحانية مفعمة بالإيمان والخشوع، احتضنت دار رحّال بالمدينة القديمة للدار البيضاء، مساء الجمعة …