أخبار عاجلة

انطلاق مهرجان الدار البيضاء الدولي للمسرح 2025: تكريم رموز مغاربية وعروض مسرحية تنبض بالفن والحوار

شهدت مدينة الدار البيضاء مساء أول الأربعاء 14 ماي الجاري، انطلاقة قوية للدورة الثامنة عشرة من مهرجان الدار البيضاء الدولي للمسرح، في احتفال فني كبير تزامن مع اليوم الوطني للمسرح ومرور عشرين عاما على تأسيس مؤسسة فنون المسرح الحي، المنظمة لهذا الحدث الثقافي البارز.

وبهذا الافتتاح، تجدد الدار البيضاء موعدها مع جمهور المسرح والمبدعين من مختلف البلدان المغاربية والدولية، في نسخة اختارت أن تكون مفعمة بالذاكرة والابتكار.

أقيم حفل الافتتاح وسط أجواء حماسية وحضور وازن من شخصيات سياسية وثقافية، أبرزها وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولات الصغرى والتشغيل والكفاءات يونس السكوري، ورئيس جهة الدار البيضاء-سطات عبد اللطيف معزوز، ونائبته أسماء بلقزيز، إلى جانب نخبة من الفنانين والإعلاميين المغاربة والدوليين. تولّى تقديم الحفل كل من الفنانة منية لمكيمل والفنان عادل أبا تراب، ليمنحا الأمسية لمسة فنية خاصة تعكس هوية المهرجان.

وجاءت هذه الدورة محملة بدلالات رمزية قوية، من بينها تخصيصها للمسرح التونسي الذي يشكل ضيف شرف هذه السنة، لما يتميز به من تجارب جريئة ومواقف فنية ملتزمة. وقد عبر رئيس مؤسسة فنون المسرح الحي نور الدين عيوش، والمدير العام لشركة الدار البيضاء للتنشيط محمد جوهري، في كلمتيهما، عن أهمية هذه الدورة في تعزيز الروابط الثقافية بين دول المغرب الكبير وتشجيع الشباب على الإبداع المسرحي.

ومن اللحظات المؤثرة التي طبعت الأمسية، تكريم سيدتين من رموز المسرح المغاربي، حيث تم الاحتفاء بالنجمة التونسية منى نور الدين، تقديرا لمسيرتها الفنية الغنية وتأثيرها في الساحة المسرحية العربية، وبالفنانة المغربية سعاد خويي، عرفانا بإبداعها والتزامها الدائم بقضايا المسرح. وقد رافقت هذه اللحظات عروض فيديو توثيقية وشهادات حية، جسدت عمق البصمة التي تركتها المكرمتان في ذاكرة المسرح المغاربي.

واختتمت ليلة الافتتاح بعرض مسرحي تونسي مميز يحمل عنوان “رقصة سماوية”، من تأليف وإخراج الطاهر عيسى بن العربي. تحكي المسرحية قصة “هالة”، المرأة التي تواجه صراعاتها الداخلية بين التقاليد والأحلام، لتجد خلاصها في لقاء غير متوقع مع شاعر سينمائي مصاب بالسرطان، تنبع من خلاله طاقة جديدة تعيد صياغة ذاتها عبر الألم والفن، في تشبيه رقيق لمسار رومي وشمس الدين التبريزي.

ويعد المهرجان جمهوره، حتى 24 ماي، ببرنامج غني يضم 12 عرضا مسرحيا من المغرب وخارجه، موزعة على مسارح كبرى مثل ستوديو فنون المسرح، مسرح محمد السادس، المجمع الثقافي لأنفا ومسرح محمد الزفزاف. وتؤكد الدورة الحالية انفتاحها على الحوار الثقافي المغاربي، مع الحرص على إشراك الشباب وتطوير مهاراتهم الفنية.

وتتضمن البرمجة أيضا ندوات فكرية رفيعة المستوى أبرزها: “نظرات متقاطعة حول المسرح المغاربي”، و”المسرح الملتزم والشعر الفلسطيني: أصوات مقاومة وإنسانية”، بالإضافة إلى ورشات تكوينية (ماستر كلاس) لفائدة المواهب الشابة في مجالات التمثيل، الإخراج، والكتابة المسرحية، بمشاركة فنانين مغاربة ودوليين.

شاهد أيضاً

لقاء ثقافي بمكناس: عبد العزيز كوكاس يوقع كتابه الجديد “لو يخجل الموت قليلا”

في إطار أنشطتها الثقافية والإشعاعية المستمرة، أعلنت شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب – تنسيقية مكناس – …