أخبار عاجلة

المغرب يعزز ريادته في الكيمياء والصناعات النظيفة خلال المنتدى الدولي بالرباط

احتضنت مدينة الرباط، يوم الأربعاء 21 ماي 2025، فعاليات الدورة الثالثة من المنتدى الدولي للكيمياء، المنعقدة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في محطة مفصلية تؤكد من جديد الطموح المغربي في مجال الانتقال الطاقي وتعزيز مكانة المملكة كقطب صاعد في الصناعة الكيميائية.

وجاء تنظيم هذا الحدث البارز من طرف فيدرالية الكيمياء وشبه الكيمياء، تحت إشراف وزارة الصناعة والتجارة، وبشراكة مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات. وقد استقطب المنتدى نخبة من الفاعلين الصناعيين والخبراء الدوليين، مما جعله منصة استراتيجية لمناقشة القضايا الحيوية المرتبطة بالكيمياء ودورها في التنمية المستدامة والتحول الصناعي.

تحت شعار “الكيمياء في صلب الانتقال الطاقي والتحديات الاستراتيجية”، ركزت دورة هذه السنة على موقع الكيمياء كمحور أساسي في تحقيق أهداف السيادة الصناعية المغربية، وعلى ارتباطها المباشر بتطوير سلاسل القيمة الاستراتيجية، على رأسها الهيدروجين الأخضر، والبطاريات عالية الأداء، وتثمين الموارد المعدنية الوطنية.

ويمثل قطاع الكيمياء ما يقارب 30% من الإنتاج الصناعي الوطني، ويحقق رقم معاملات يبلغ 190 مليار درهم، ويوفر أزيد من 220 ألف منصب شغل مباشر وغير مباشر، مما يجعله أحد الأعمدة الرئيسية للاقتصاد المغربي. كما يعتبر هذا القطاع اليوم أول مستثمر صناعي في البلاد، ويعكس بوضوح الطموحات الوطنية في مجالات الابتكار والاستدامة.

تميز حفل الافتتاح بمداخلات رسمية رفيعة المستوى. وأكد عمر حجيرة، كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية، أن الكيمياء المغربية أصبحت رافعة استراتيجية للتحول الطاقي بفضل الموقع الجغرافي المتميز للمغرب ومؤهلاته في مجال الطاقات المتجددة، من إشعاع شمسي ورياح. كما أشار إلى أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو الريادة العالمية في الطاقة النظيفة.

من جهته، شدد رياض مزّور، وزير الصناعة والتجارة، على أن الرؤية الملكية الطموحة، إلى جانب بروز كفاءات وطنية جديدة والوصول إلى طاقة تنافسية، كلها عوامل تجعل من قطاع الكيمياء محركاً أساسياً للابتكار والصناعة في مجالات حيوية مثل البطاريات والأسمدة والطاقة. كما دعا الوزير إلى الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة من أجل تحسين الأداء الصناعي وتعزيز القيمة المضافة الوطنية.

أما وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، فقد أبرزت التقدم الذي أحرزه المغرب في مجال الطاقات المتجددة، والتي تشكل 45% من المزيج الطاقي الوطني في سنة 2025، مع طموحات استثمارية تناهز 120 مليار درهم في أفق 2030. وشددت على ضرورة تعزيز تنافسية واستدامة الصناعة الكيميائية، خاصة في سياق التوجه نحو نموذج صناعي منخفض الكربون.

وكرّس المنتدى مرة أخرى مكانة المغرب كفاعل صاعد قادر على الجمع بين الأداء الاقتصادي والانتقال الإيكولوجي، في انسجام تام مع التوجيهات الملكية الرامية إلى تثمين الاستثمار وتعزيز السيادة الصناعية. وقد أكد عبد شݣار، رئيس فيدرالية الكيمياء وشبه الكيمياء، أن شعار الدورة يعكس الرؤية الطموحة لجعل الكيمياء دعامة رئيسية للنمو الصناعي المسؤول في المغرب، مشيراً إلى أن النقاشات شملت مواضيع غير تقليدية تتعلق بالهيدروجين الأخضر، تحلية المياه، تكوين الكفاءات، والبحث العلمي.

وتخللت أشغال اليوم الأول جلسات رفيعة المستوى سلطت الضوء على قطاعات استراتيجية واعدة. تناولت الجلسة الأولى صناعة البطاريات عالية الأداء، من خلال عرض فرص تطوير سلسلة القيمة محلياً. أما الجلسة الثانية، فقد خصصت لمناقشة إمكانيات الهيدروجين الأخضر كمصدر رئيسي للطاقة المستقبلية. واختتمت الجلسات بنقاش حول تثمين الموارد المعدنية الوطنية ودور الكيمياء في تعزيز الاندماج الصناعي، بمشاركة فاعلين بارزين في المجال.

 

شاهد أيضاً

باروميتر أرڤال 2025: نمو مرتقب في أساطيل الشركات المغربية وتبني تدريجي للتنقل الأخضر

كشفت شركة أرفال المغرب، الرائدة في مجال حلول التنقل وإدارة الأساطيل، عن النتائج الرئيسية لدراستها …