احتضنت مدينة الدار البيضاء فعاليات اللقاء الوطني الثاني، الذي نظمته دينامية منظمات القطاع الثالث “من أجل تضامن مبتكر في المغرب”، أول أمس الخميس 04 يوليوز 2024، تحت شعار” لنطلق الإمكانات الكاملة للتضامن من خلال الابتكار”.
هذا اللقاء، الذي شهد حضور سعادة سفير جمهورية بلغاريا في الرباط والسيدة منسقة التعاون الدولي لإمارة موناكو في المغرب، بالإضافة إلى الفاعلين الدوليين والوطنيين والمحليين في مجال التضامن في المغرب من القطاع العام، القطاع الخاص والقطاع الثالث، يروم الاستجابة للأهداف التالية:
– تعزيز المبادئ الخمسة وقيم التضامن المبتكر المستخلصة من النقاشات الوطنية والمحلية بين حوالي 200 جهة فاعلة مغربية ملتزمة بالتضامن.
– الدعوة إلى مساهمة الأطراف المعنية بالتضامن في البناء المشترك للإجراءات المنبثقة من الاشتغال الجماعي وترجمتها على أرض الواقع.
– تعزيز التعاون بين الجهات الفاعلة في التضامن بالاعتماد على مبادئ وأدوات الابتكار الاجتماعي.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد منير عزواي، المندوب الإقليمي للمغرب/موريتانيا في مؤسسة هانس زايدل، أن الحوار في إطار مبادرة التضامن المبتكر مثمرًا كان للغاية. وقال: “قد أتاح تحديد التحديات الرئيسية التي يجب مواجهتها لاستغلال الإمكانات الكاملة للتضامن في البلاد. أصبحت المبادرة منصة تجمع الفاعلين المهمين لمعالجة التحديات الهيكلية بطريقة مستدامة “.
من جهته، قال طارق المعروفي، المدير العام لمؤسسة عبد القادر بنصالح، ” كان الهدف من اللقاء عرض نتائج العمل المشترك بين مختلف الجهات الفاعلة التي قامت بإعداد ميثاق للعمل الجماعي، يحتوي على مبادئ عمل تحملها جميع الجهات الفاعلة في الدينامية من أجل تحقيق وقع أكبر للتضامن”.
وفي ذات السياق، صرحت إلهام مزوزي، الطبيبة الرئيسة لمركز نور – مجموعة الودادية المغربية للمعاقين: “إنها لفرصة رائعة أن نكون قد انخرطنا في هذه الدينامية التي تتيح لنا البناء المشترك مع جميع المنظمات من أجل الاستجابة بفعالية للتحديات الكبرى التي تواجه بلدنا وتقديم القيمة المضافة المطلوبة للتضامن”، من جانبه، أكد أحمد رضى أومري، المدير التنفيذي لمؤسسة أمان، أن “التزامنا في هذه المبادرة كمؤسسة أمان ينبع من رغبة قوية في التعلم الجماعي. وإن الهيكلة الأفقية لمنهجيتنا تتيح فضاءً للتعاون المشترك حيث يمكن لكل فاعل أن يقدم مساهمته الفريدة. هذا البيئة تشجع على الإلهام المتبادل، وتبادل الممارسات الجيدة، والاستفادة من التجارب”.
جدير بالذكر أن “من أجل تضامن مبتكر في المغرب” (SIM) هي مبادرة أطلقتها مؤسسة عبد القادر بنصالح في عام 2022، بدعم من مؤسسة هانس زايدل، وبشراكة مع الأعضاء المؤسسين، جمعية الجسر، مجموعة الودادية المغربية للمعاقين، مؤسسة أمان، مؤسسة طاهر السبتي، جمعية حركة المواطنون، الخطوط الملكية المغربية وجمعية لغتنا المواطنة.
منذ إطلاقها، كان هدف مبادرة “من أجل تضامن مبتكر في المغرب” (SIM) هو: (1) إلقاء نظرة جديدة على ممارسات التضامن في المغرب من أجل الاستفادة من دروس الماضي وتحويلها إلى عمل ميداني، و(2) إجراء تحول نحو تضامن مبتكر قادر على تحقيق تأثير إيجابي ومستدام على المستفيدين.
بعد مرحلة أولى توعوية في اتجاه الفاعلين في مجال التضامن بالمغرب، من خلال سلسلة من المقابلات مع عشرة (10) خبراء في التضامن في المغرب، والتي تم مشاركتها على قناة يوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي لمؤسسة عبد القادر بنصالح، تم إطلاق مرحلة ثانية في عام 2023 لبدء حوار وطني ومحلي حول الحاجة إلى تحول نظامي لقطاع التضامن في المغرب من خلال تعبئة ومشاورة الفاعلين فيه حول أفضل الممارسات لتحقيق ذلك، وذلك عبر: (1) نشر وثيقة مرجعية “من أجل تضامن مبتكر في المغرب”؛ (2) إطلاق مجموعة قيادة وطنية؛ (3) تنظيم لقاءين وطنيين حول الموضوع يجمعان الجهات الفاعلة في التضامن في المغرب؛ (4) تنظيم خمس ورشات عمل تشاورية موضوعاتية؛ و (5) تحديد القضايا الرئيسية للتضامن في المغرب .
شاهد أيضاً
محمد خليفة يكتب: فرنسا.. والتحولات السياسية
محمد خليفة (*) دخلت فرنسا في مسار تغيير عميق بعد الانتخابات الأخيرة البرلمانية، التي جرت …