أخبار عاجلة

قافلة شهر التراث بجهة مراكش تقرع أجراس التعايش الديني بمنطقة سيدي رحال

في إطار الأنشطة الإشعاعية لشهر التراث 2019 الذي ينظم من طرف المديرية الجهوية للثقافة والاتصال –قطاع الثقافة- والمحافظة الجهوية للتراث الثقافي بمراكش أسفي، حلت قافلة التراث الرابعة بمنطقة سيدي رحال يوم أمس السبت 20 أبريل الجاري تحت شعار “سيدي رحال نموذج للتعايش الديني في المغرب”.


وأفادت الجهة المنظمة في بلاغ لها توصل موقع “المستقبل” بنسخة منه، أن تنظيم هذه التظاهرة الثقافية يأتي للوقوف على خصوصية الموروث الثقافي للمنطقة، والتعريف بمؤهلاتها التراثية في صيغتيها المادية واللامادية لما من شأنه أن يساهم في فتح أوراش جديدة أمام الباحثين لتعميق الدراسات والأبحاث العلمية في المجالين التاريخي والتراثي.


وأوضح البلاغ أنه في هذا السياق، وبتنسيق مع المركز الثقافي سيدي رحال ودار الثقافة قلعة السراغنة، استفاد المشاركون في قافلة التراث من أشغال ندوة تأطيرية حول التراث التاريخي لمدينة سيدي رحال للباحث حسن شوقي، سلط فيها الضوء على أهم المحطات التاريخية التي عرفتها المنطقة، وصداها التوثيقي في متن مجموعة من الأبحاث والمؤلفات التاريخية، متوقفا على خصائصها الحضارية وأهم ما تتميز به من مؤشرات متفردة على مستوى الحوار الثقافي والتآلف الديني.


بتأطير من الأستاذ عبد الإله النمروشي، وبتنسيق مع الأستاذة لمياء ريكلما، تم تنظيم زيارات استطلاعية إلى عدد من المعالم التاريخية التي تزخر بها المنطقة والمعبرة في الآن ذاته عن التعايش الديني، حيث وقف المشاركون على الخصائص المعمارية والتاريخية لمنتزه المولى الحسن الأول الذي من المنتظر أن يخضع لعملية الترميم من طرف وزارة الثقافة والاتصال بغلاف مالي يصل إلى 7 ملايين درهم على أن يتم توظيف هذه المعلمة كمركز للتشخيص والأبحاث حول التعايش الديني بالمنطقة، كما عاين المشاركون ضريح أسخيناز بأنماي الذي يمثل الثقافة الدينية اليهودية، وضريح الولي سيدي رحال وخديمه سيدي داوود كنموذجين للعمارة الإسلامية والفكر الصوفي، ثم الدير الكنسي بتزارت كرمز للثقافة والديانة المسيحية، لتكتمل بذلك لوحة التعايش الديني بين الديانات السماوية الثلاث والتآلف الحضاري الذي تميزت به المنطقة على امتداد قرون من العيش المشترك.
شارك في قافلة التراث التي حلت بمنطقة سيدي رحال قادمة من مدينة مراكش مجموعة من الباحثين والمهتمين بالشأن التاريخي والتراثي وأطر المديرية الجهوية للثقافة والاتصال –قطاع الثقافة- والمصالح التابعة لها، بالإضافة إلى مجموعة من الفاعلين الجمعويين المهتمين بالشأن التراثي، وخلص المشاركون أن المنطقة تتوفر على إمكانيات ومؤهلات ثقافية غنية بإمكانها أن تحرك عجلة الاقتصاد المحلي عبر بوابة السياحة الثقافية، كما تجسد في الآن ذاته نموذجا فريدا من نوعه للتعايش الديني بالمغرب.
جدير بالذكر أن شهر التراث بجهة بمراكش أسفي الذي ينظم تحت شعار “تراث الجهة: إشعاع وتواصل”، يأتي في سياق الموعد الثقافي السنوي الذي دأبت وزارة الثقافة والاتصال على تخليده في السنوات الأخيرة في الفترة الممتدة من 18 أبريل الذي يصادف اليوم العالمي للمباني التاريخية إلى 18 ماي الذي يتزامن مع اليوم العالمي للمتاحف.

شاهد أيضاً

 الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي يحذر مؤمنيه من عملية نصب واحتيال

حذر الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي من بلاغ مزيف ومقطع صوتي يتم تداولهما على منصات التواصل …