أخبار عاجلة

القصري وحداد وآخرون في اول دورة للمهرجان الدولي للتراث الموسيقي المغربي

أكد محمد عز العرب برادة، رئيس مؤسسة التراث الموسيقي المغربي أن التراث الموسيقي للمملكة يعد ثروة لا تقدر بثمن، مشيرا إلى أن مهمة المؤسسة تكمن في التعريف بهذه الثروة وحمايتها وتطويرها وتكييفها مع الاتجاهات الموسيقية والتكنولوجية الجديدة حتى تتمتع بعلامة التميز في التعابير الموسيقية والفنية على المستوى الوطني والدولي.

وأضاف عز العرب برادة، خلال ندوة صحفية نظمت مساء أمس الأربعاء 10 ماي الجاري بالدار البيضاء، أن التراث الموسيقي يظل أفضل وسيلة للتقارب بين الناس من جميع الاتجاهات والأصول والأجيال، ويعد أفضل وسيلة لنقل قيم التسامح والتشارك والتضامن.

وأوضح  رئيس المؤسسة أن الأخيرة تهدف إلى المساهمة في إشعاع التراث الموسيقي وتمكينه من الامتزاج الثقافي المتعدد بقيم التسامح والتقاسم مع إشراك جيل الشباب على نطاق واسع، بحكم أنه هو الضامن الوحيد لاستدامة هذا التراث.

وتابع قائلا: “لقد اخترنا مدينة الدار البيضاء كمقر لهذه المؤسسة لأنها تشكل نموذجا مثاليا للسكان المغاربة، حيث تمثل جميع المناطق وتوفر إمكانيات أكثر ملاءمة لتطوير التراث الموسيقي في بعده الوطني والدولي” .

وأوضح برادة أن مؤسسة التراث الموسيقي المغربي ستعمل على عدة مشاريع تتمثل في سلسلة من البرامج الفنية المبتكرة والموائد المستديرة يديرها باحثون مغاربة وأجانب بارزون، مؤكدا أن تنظيم مهرجان دولي للتراث الموسيقي هو أحد مهام المؤسسة الرئيسية.

وحسب رئيس المؤسسة، فإن هذا المهرجان سيكون امتدادا للمهرجان الدولي للطريقة العيساوية الذي تم تنظيمه في 2018 و2019، إذ تتمثل مهمته في تعزيز وتطوير كل التراث الموسيقي المغربي.

من جهته، أشار الأستاذ الجامعي بالمعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية / باريس ومقدم برامج تلفزيونية بالقناة الفرنسية الثانية عبد الرحيم الحفيظي، إلى أن ثمة تفرد يميز المغرب، فهو أرض العبادة والثقافة لكل العرب والمسلمين، مما يكرس الطابع الروحي لتقاليدها.

وقال: “ها هو المغرب الوفي لذاكرته الموشومة بالمقدس، والمفعمة بالروحانية التي يحتفظ بها في ذاكرته مثل قارب النجاة، يشهد حيوية ثقافية مفيدة ستحتفي بالجمال والسمو اللذين يختزنهما تراثنا الشعري والفني”.

وأضاف أن النسخة الأولى من المهرجان المدعم من طرف المؤسسة الجديدة تعتزم إلقاء نظرة على نشأة هذه اللحظة الثقافية والفنية الفريدة والجماعية.

ومن جانبه، اعتبر رئيس مهرجان فاس للثقافة الروحية، فوزي الصقلي، أن التراث الثقافي المغربي يعد رابطة روحية تجمع بين الأجيال، مشيرا إلى أن الفنون تشكل آثارا حية لثقافتنا وللتعابير البليغة جدا عن الفورة الإبداعية الفريدة والجماعية.

وأضاف أن: “هذا التراث يطلعنا على أهم ما يدخره مجتمعنا من قيمنا المشتركة واختياراتنا الروحية وقدرتنا على نقلها إلى الأجيال الشابة، وقدرتنا أيضا على الانصات إليها وفهم المشاعر والمخاوف التي تنتابنا، وفهم العالم الذي تبنيه”.

وواصل أن “كل هذا قد يكون موضوع بيداغوجيا حقيقية وتبادل للمعارف والبراعة التي يتعين علينا أن نأخذها اليوم بعين الاعتبار وننشرها على عدة أصعدة داخل مجتمعنا”، مشيرا إلى “أن الغاية الرئيسية التي أنشئت من أجلها مؤسسة التراث الثقافي والموسيقي المغربي هي التعليم من خلال الفن ونقل التذوق الفني الذي يمثل الوجد الروحي في أعلى مستوياته”.

ومن جهة أخرى، قدم المدير الفني للمهرجان الدولي للتراث الموسيقي المغربي، عبد الحميد السباعي، برنامج سنة 2023 للمؤسسة، الذي يشمل على الخصوص أمسية تحت عنوان “عيساوة والملحون”، وحفل موسيقي تحت عنوان “سماع وحضرة الشفشاونية”، وكذلك البرنامج الفني للمهرجان الذي سيقام ما بين 11 و13 ماي المقبل.

وسيشكل تنظيم مختلف هذه التظاهرات الفنية والأكاديمية في الدار البيضاء قيمة مضافة هامة لإشعاع جهة الدار البيضاء – سطات، وفرصة سانحة لعشاق هذا التراث باستعادة لحظات الفرح والروحانية التي يحتاج إليها الجميع في هذه الأوقات الصعبة التي تمر بها البشرية جمعاء.

ويتألف مكتب مؤسسة التراث الموسيقي المغربي، الذي يترأسه محمد عز العرب برادة، من عائشة العسري العمراني (نائبة الرئيس الأولى)، وخديجة الحسناوي (نائبة الرئيس الثانية)، وعبد الرحمان السبتي وفتاح الفيلالي (سكرتير)، وجواد برادة وفيصل برادة (أمين المال).

شاهد أيضاً

دوري رمضاني يكرّم روح المرحوم ابراهيم جلول في تراب الحي الحسني

تُوّج يوم الاثنين 8 أبريل الموافق ل 28 من شهر رمضان الأبرك فريق الصحوة، تحت …