المستقبل 24 جريدة إلكترونية مغربية أخبار متنوعة
انطلق اليوم الاثنين 07 يوليوز 2025، في القاعات السينمائية فيلم “13 يوما.. 13 ليلة”، للمخرج الفرنسي مارتن بوربولون، مستعرضا قصة واقعية مؤثرة من قلب كابول، خلال الأيام العصيبة لسقوطها في يد حركة طالبان بتاريخ 15 غشت 2021.
الفيلم مقتبس عن الكتاب الصادر سنة 2022 تحت عنوان 13 يوما، 13 ليلة في جحيم كابول للضابط الفرنسي محمد بيدة، الذي قاد عملية إجلاء مئات المدنيين من السفارة الفرنسية نحو مطار العاصمة، وسط فوضى أمنية خانقة وخطر محدق.
يروي العمل تفاصيل تلك اللحظات الحرجة التي تميزت بتخاذل الدعم الدولي، ويجسد النجم الفرنسي روسشدي زيم دور القائد بيدة، في أداء جمع بين الصلابة والإنسانية والقلق البشري، إلى جانب الممثلة الجزائرية الفرنسية لينا خودري، التي جسدت دور المترجمة إيفا، وساهمت في التفاوض مع عناصر طالبان لعبور الحواجز المحيطة بالمطار.
لم يكن الفيلم مجرد عرض درامي، بل تجربة إنسانية استندت إلى شهادات مباشرة ومعايشة واقعية، حيث اعتمد فريق العمل على وثائق أرشيفية وشهادات صحافيين ومسؤولين عسكريين، لتقديم صورة دقيقة للأحداث. وتم تصويره بالكامل بالمغرب، بين مدينتي الدار البيضاء والقنيطرة، في مشاهد تحاكي واقع العاصمة الأفغانية بدقة بصرية عالية، ساهمت فيها فرق مغربية متخصصة في الديكور والمؤثرات.
المخرج بوربولون أكد أن الهدف من الفيلم لم يكن تقديم مشاهد أكشن تقليدية، بل التركيز على التوتر الإنساني والقيم النبيلة التي جمعت طاقم السفارة الفرنسية والمتطوعين الأفغان، في مشهد جماعي يجمع بين الدبلوماسية والشجاعة المدنية.
من جانب آخر، عبر محمد بيدة عن فخره بتحويل قصته إلى عمل سينمائي يخلد ذكرى هذه المهمة الإنسانية، مشددا على أن ما قام به لم يكن بطولة شخصية، بل خيارا أخلاقيا فرضته لحظة إنسانية استثنائية. وقد أصر، كما قال، على تجريد بطله السينمائي من أي مظاهر استعراضية، كي يبقى الفيلم وفيا للواقع ومشحونا بالتعاطف الإنساني.
“13 يوما.. 13” ليلة ليس مجرد فيلم حرب، بل شهادة صادقة على نبل القيم الإنسانية في زمن الأزمات، وعلى قدرة السينما الفرنسية على تسليط الضوء على قصص منسية في التاريخ الحديث، بقوة سردية وبراعة تمثيلية وإخراجية لافتة.
