أخبار عاجلة

محمد خليفة يكتب: أزمة المياه في المملكة المغربية

محمد خليفة (*)

الكلأ والماء هما عماد حياة الانسان منذ أن خلقه الله تعالى في هذه الأرض، ومع تعقّد الحياة المعاصرة بسبب ظهور المدن الضخمة وزيادة تلويث مياه الشرب على نطاق واسع في العالم، فقد أصبحت المياه العذبة شيئاً نادراً، وأصبحت شعوب كثيرة تعتمد على مياه شرب معبأة خوفاً من انتشار الأمراض ولاسيما الكوليرا التي تنقلها المياه الملوثة. وتعد المنطقة العربية من المناطق التي تعاني من شح المياه بسبب قلة هطول الأمطار واتساع الصحراء على مساحات كبيرة في مشرق العالم العربي ومغربه. وقد تم تصنيف المنطقة العربية بأنها من أكثر المناطق ندرة في المياه على مستوى العالم.

وكان العديد من الدول العربية يتغلب على مشكلة قلة الأمطار من خلال الاعتماد على الأنهار العابرة مثل نهري الفرات ودجلة ونهر النيل، لكن هذه الأنهار يتم استنزافها في دول المنشأ مما أدى إلى تراجع كمية المياه الواصلة إلى الدول العربية وهذا ما أدى إلى زيادة التصحر وانعدام الأمن المائي في هذه الدول، ورغم أن معظم الدول العربية تعيش في أزمات مياه لكنها غير ظاهرة بشكل كامل، لكن في المملكة المغربية فقد ظهرت هذه الأزمة بشكل كبير، مؤخراً، بسبب الجفاف والاستهلاك غير المدروس للمياه، وتعتبر المملكة المغربية من أغنى البلاد العربية بالمياه. ففيها شبكة نهرية مهمة من الروافد المائية الجبلية التي تنحدر نحو المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، ويأتي على رأسها نهر الملوية، الذي يصب في البحر الأبيض المتوسط.

ونهر سبو، ونهر أم الربيع الذي هو أفضل أنهار المغرب جرياناً، ونهر بورقراق، ونهر دراع (درعة)، ونهر سوس، ونهر تنسنيت. وجميع هذه الأنهار تصب في المحيط الأطلسي. ويختلف المناخ في الأرض المغربية بين الشمال حيث يسود المناخ المتوسطي،وفي الجنوب حيث يسود مناخ صحرواي، أما المناطق الساحلية فهي تتمتع بمناخ معتدل. ولم يحدث أن وقعت المملكة المغربية في أزمة مياه في السابق، لكن هذه الأزمة اليوم بلغت مدى بعيداً ، فقد خيّم شبح ندرة مياه الشرب حتى الآن على مدينتي مراكش، ووجدة، وفق معطيات رسمية.

وهناك من يعزو أزمة المياه هذه إلى عوامل متعددة منها: تنوع المناخ في المغرب، وضعف الهطولات المطرية على مدى سنوات عديدة سابقة، إضافة إلى تأخر الجهات الحكومية المختصة عن اتخاذ إجراءات عملية لمواجهة أزمة نقص المياه، مثل الإسراع في بناء محطات لتحلية مياه البحر لتوفير المياه العذبة، وبناء محطات لمعالجة المياه العادمة عبر عملية التدوير من أجل ري المساحات الخضراء. وفي هذا الصدد فقد قال جلالة الملك محمد السادس في خطاب وجّهه إلى أعضاء البرلمان، بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية الحادية عشرة، “إن مشكلة قلة الماء ينبغي ألا تكون موضوع مزايدات سياسية، أو مطية لتأجيج التوترات الاجتماعية”، مشيراً إلى “أن المغاربة مدعوون لمضاعفة الجهود من أجل استعمال مسؤول وعقلاني للماء”.

ومن دون شك فأن المملكة المغربية سوف تتجاوز هذه الأزمة، لأنها دولة تملك من الإمكانيات الشيء الكثير، وهذا الخلل الذي حدث لن يكون له أي تأثير سلبي على المجتمع المغربي، بل سيتم تلافيه وتحقيق الأمن المائي الحقيقي في مختلف مناطق المملكة المغربية.

كاتب من الإمارات (*)

شاهد أيضاً

 الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي يحذر مؤمنيه من عملية نصب واحتيال

حذر الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي من بلاغ مزيف ومقطع صوتي يتم تداولهما على منصات التواصل …