أخبار عاجلة

المترجمة السابقة لجبهة البوليساريو تدعو الاتحاد الأوروبي إلى التحقيق في “جرائم الاعتداء الجنسي بمخيمات تندوف”

أعلنت المترجمة السابقة لجبهة البوليساريو الصحراوية خديجتو محمد، من داخل البرلمان الأوروبي في بروكسل، أنها تعرضت للاغتصاب من قبل زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، خلال جلسة استماع موسوم عنوانها بـ “العنف الجنسي والاغتصاب باعتباره إساءة في ممارسة السلطة”. ودعت الاتحاد الأوروبي إلى التحقيق في “جرائم الاعتداء الجنسي بمخيمات تندوف” التي تتعرض لها النساء.

جلسة استماع للجنة الأوربية المكلفة بحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين المنعقدة في البرلمان الأوربي/13 /10/2022

وشاركت ضحايا من دول مختلفة معاناتهن خلال جلسة استماع عمومية للجنة الأوربية المكلفة بحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين، المنعقدة في البرلمان الأوربي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، الخميس الـ13 أكتوبر/تشرين الأول.

خديجتو محمد، أمام مبنى المفوضية الأووبية ببروكسل

نواب البرلمان الأوروبي: ينبغي إماطة اللثام عن المآسي التي تتعرض لها النساء في مخيمات تندوف

وأبرز المتدخلون خلال هذه الندوة أن “المعطيات التي ترد من المخيمات تفيد بأن الاعتداءات الجنسية ومظاهر العنف ضد المرأة أضحت أمرا شائعا، ما يستدعي تعبئة قوية من طرف الهيئات والمنظمات الدولية لإماطة اللثام عن المآسي التي تتعرض لها النساء في مخيمات تندوف”.

شهادات ضحايا العنف الجنسي بمقر البرلمان الاوروبي ببروكسل، 13 أكتوبر 2022.

منظمة “حقوق الإنسان بلا حدود” تدعم خديجتو محمد

وتولى ويلي فوتريه، رئيس المنظمة غير الحكومية “حقوق الإنسان بلا حدود”، عرض قضية خديجتو محمد، التي سبق لها أن اشتغلت كمترجمة لدى “البوليساريو” خلال الفترة ما بين 2005 و2010، وشدد من جانبه، خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر “منتدى الصحافة ببروكسل”، أن “إساءة استخدام السلطة التي تؤدي إلى العنف الجنسي والاغتصاب يمكن أن تحدث في العديد من السياقات، داخل الأسرة، في السياقين المهني والديني، في عالم الرياضة، في العالم الاقتصادي والسياسي”، حسب قوله.

جانب من الندوة الصحفية التي حضرتها خديجتو محمد بمقر منتدى الصحافة ببروكسل

تجدر الاشارة إلى أن ابراهيم غالي يتابع، بالإضافة إلى 28 مسؤولا من البوليساريو في إسبانيا، بتهم جرائم الإخفاء القسري وممارسة التعذيب والاغتصاب.

صورة خديجتو محمد و ابراهيم غالي، زعيم البوليساريو

خلفيات حادثة اغتصاب المترجمة السابقة لجبهة البوليساريو الصحراوية خديجتو محمد

وتعود جريمة اغتصاب خديجتو محمد إلى سنة 2010، وكان عمرها آنذاك 18عاما عندما تقدمت إلى مقر للبوليساريو بالعاصمة الجزائر من أجل الحصول على رخصة مغادرة مخيمات تندوف، قصد التوجه إلى إيطاليا، بدعوة من إحدى الجمعيات الإيطالية. لكن قبل استلام جواز سفرها من القنصلية الإيطالية في الجزائر العاصمة، كان عليها المرور عبر سفارة البوليساريو في الجزائر العاصمة، التي كان يديرها الزعيم الانفصالي في ذلك الوقت، من أجل الحصول على إذن بمغادرة المخيمات.

وتقول خديجتو إنها طلبت موعدا مع إبراهيم غالي غير أن الحارس أمرها بأن تعود حوالي السابعة مساء، وعند عودتها في الوقت المحدد، مباشرة بعد تبادل التحية والسؤال عن أحوال الأهل، “انقض عليها زعيم الجبهة الانفصالية مغتصبا اياها بوحشية دون رحمة رغم صراخها و دفعها له ومقاومته”، حسب تصريحات سابقة لها.

خديجتو محمد داخل البرلمان الأوروبي ببروكسل

وحين أسرّت خديجتو لوالدتها بما وقع لها، طلبت منها السكوت وقالت لها: “إذا تحدثت عن هذا، فقد لا تجدين أبدًا شخصًا يوافق على الزواج منك”. بينما شجعها شقيقها على تقديم شكوى، وكان ذلك بعد ثلاث سنوات حين كانت تقيم بإشبيلية في إسبانيا. ومع ذلك، في عام 2018، رفضت المحكمة الوطنية الإسبانية الشكوى على أساس أن أيا من الأطراف المعنية لم يكن إسبانيا.

ويلي فوتريه، رئيس المنظمة غير الحكومية ” حقوق الإنسان بلا حدود” بمقر البرلمان الأوروبي، 13 أكتوبر 2022

تتعرض النساء لانتهاكات جسيمة في مخيمات تندوف على أيدي قادة البوليساريو

وقالت خديجتو في شهادتها التي أدلت بها أمام الصحافة الدولية أنها كانت هي نفسها “ضحية حالة اغتصاب من قبل زعيم الكيان الانفصالي، إبراهيم غالي، سنة 2010″، معتبرة في الوقت ذاته أن حالتها لا تعدو أن تكون سوى مثالا لحالات تجسد معاناة “جميع النساء اللواتي يعانين من شتى ضروب الإهانة والتعسف والقهر في المخيمات”، حسب قولها. كما فضحت خديجتو محمد الانتهاكات الجسيمة التي تتعرض لها النساء في مخيمات تندوف على أيدي قادة البوليساريو، والاعتداءات الجنسية وجرائم الاغتصاب.

صور للمخيمات بتندوف

ابتزاز مقابل منح الغذاء

وفي شهادتها، شددت الشابة الصحراوية على أن “مظاهر العبودية والوصاية مازالت قائمة بقوة في مخيمات تندوف، التي لا تستطيع النساء المحتجزات داخلها التنقل بحرية من دون الحصول على إذن من عناصر البوليساريو”، لافتة إلى أن “هناك نساء يتم ابتزازهن جنسيا مقابل الحصول على الأغذية واللوازم الضرورية، التي تتعرض هي الأخرى للاختلاس الممنهج. حيث أكدت على ضرورة معرفة أعضاء البرلمان الأوربي مايقع من فضائح وجرائم في حق النساء بمخيمات تندوف.

المفوضية الأوروبية تعتبر العنف الجنسي “جريمة خطيرة بشكل خاص ذات بعد عابر للحدود”

وكانت المفوضية الأوروبية قد اقترحت في مارس/ آذار التعامل مع هذا النوع من العنف باعتباره “جريمة خطيرة بشكل خاص ذات بعد عابر للحدود”، والنص الجديد الآن بين أيدي أعضاء البرلمان الأوروبي. كما يجب تحديد القواعد الدنيا للتأهيل الجنائي والعقوبات، بما في ذلك الإشارة إلى فترة التقادم لهذه الجرائم.

خديجتو محمد أثناء الندوة الصحفية ببروكسل في 13 أكتوبر 2022

ما الذي يجري داخل مخيمات تندوف حسب شهادات خديجتو محمد؟

أكدت خديجتو أنها تشعر بالإحباط وهي ترى “من قام باغتصابها يتنقل بحرية، على الرغم من كونه محل ملاحقات قضائية”. مضيفة أن “الوقت حان لكي يعلم الجميع، بمن فيهم البرلمانيون الأوروبيون، ما يجري في المخيمات، حيث يعيش شباب من دون أمل أو مستقبل”، مرددة أن “هدفها يتمثل في جعل الشباب والنساء المحتجزين يدركون أن هناك حياة أرحب خارج المخيمات”.

إجراءات لحماية النساء الصحراويات من تصاعد الاعتداء الجنسي

قضية خديجتو ليست الوحيدة التي يرتكبها مسؤولون في حركة البوليساريو بحق الفتيات في مخيمات تندوف، واقتداءً بمبادرة مبادئي الحركة الدولية “مي تو”، أطلق الناشطون الصحراويون هاشتاغ “لا للاغتصاب” في عام 2017 ، داعين إلى اتخاذ إجراءات لحماية النساء الصحراويات من تصاعد الاعتداء الجنسي والعنف، لاسيما في السجون مثل ” سجن الظبية “، حيث توفيت العديد من النساء الصحراويات المحتجزات بشكل غير قانوني بعد سنوات من الاعتداء والاغتصاب اليومي من قبل مسؤولي البوليساريو.

المحامية البلجيكية، صوفي ميشي، شمال الصورة، تتحدث إلى الحاضرين

الجوانب القانونية المحيطة بما يجري من انتهاكات في مخيمات تندوف

من جهتها، أوضحت المحامية البلجيكية، صوفي ميشي، في مداخلة لها، بالمنتدى الصحفي، أن الوضعية الملتبسة حول الأبعاد القانونية والاجتماعية والإنسانية السائدة في مخيمات تندوف، توفر غطاء لقادة “البوليساريو” من أجل اقتراف جرائمهم ضد النساء المحتجزات، واللواتي يتعرضن للاعتداءات الجنسية وسوء المعاملة. وشددت المحامية التي سبق لها التنديد سنة 2019 لدى الأمم المتحدة بتحويل المساعدات الإنسانية، بتندوف لغير الأغراض التي أرسلت من أجلها، على أن نساء المخيمات يجدن صعوبة كبيرة في التحدث بصوت مرتفع، لاسيما بسبب شعورهن بالعار والخوف مما قد يلحقهن من اعتداء إلى جانب الخشية من انتقام المعتدي. وفي ختام حديثها، دعت ميشي إلى إحداث محكمة دولية مختصة، تمكن من البث الفعال في شكاوى النساء ضحايا الاضطهاد والاعتداءات الجنسية.

خديجتو محمد: ينبغي كسر حاجز الصمت والتوجه إلى العدالة

تقول خديجتو محمد إنها قررت بعد الاعتداء الذي تعرضت له كسر حاجز الصمت والتوجه إلى العدالة، “ليس دفاعا عن نفسها وحسب، بل عن جميع النساء اللواتي يعانين من شتى ضروب الإهانة والتعسف والقهر في المخيمات”.

 

شاهد أيضاً

 الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي يحذر مؤمنيه من عملية نصب واحتيال

حذر الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي من بلاغ مزيف ومقطع صوتي يتم تداولهما على منصات التواصل …